للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَضَعْتُ قَوْلَهُ عَلَى أَقْرَاءِ الشَّعْرِ١ فَمَا يَلْتَئِمُ عَلَى لِسَانِ أَحَدٍ بَعْدِي أَنَّهُ شِعْرٌ وَاللَّهِ أنه صدق وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ.

قَالَ: قُلْتُ: فَاكْفِنِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأَنْظُرَ فَأَتَيْتُ مَكَّةَ فَتَضَيَّفْتُ٢ رَجُلًا مِنْهُمْ فَقُلْتُ: أين هذا الذي تدعونه الصابىء؟ قال: فأشار إلي وقال: الصابىء, قَالَ: فَمَالَ عَلَيَّ أَهْلُ الْوَادِي بِكُلِّ مَدَرَةٍ وَعَظْمٍ حَتَّى خَرَرْتُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ فَارْتَفَعْتُ حِينَ ارْتَفَعْتُ كَأَنِّي نَصْبٌ٣ أَحْمَرٌ فَأَتَيْتُ زَمْزَمَ فَغَسَلْتُ عَنِّي الدِّمَاءَ وَشَرِبْتُ مِنْ مَائِهَا وَقَدْ لَبِثْتُ مَا بَيْنَ ثَلَاثِينَ مِنْ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ مَالِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءُ زَمْزَمَ فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي٤ وَمَا وَجَدْتُ عَلَى كَبِدِي سُخْفَةَ جوع٥.


١. أقراء الشعر: طرقه وأنواعه.
٢. كذا الأصل و"التقاسيم" ٢/٤١٨، وفي مصادر التخريج: "فتضعفت" ... قال النووي في "شرح مسلم" ١٦/٢٨: يعني نظرت إلى أضعفهم، فسألته، لأن الضعيف مأمون الغائلة غالباً، وفي رواية ابن ماهان: "فتضيف" بالياء، وأنكرها القاضي وغيره، قالوا: لا وجه له هنا.
٣. سقطت في الأصل و "التقاسيم"، واستدركت من مصادر التخريج. والنصب: الحجر أو الصنم الذي كانوا ينصبونه في الجاهلية ويذبحون عليه، فيحمر من كثرة دم القربان والذبائح، أراد أنهم ضربوه حتى أدموه.
٤. "عكن" جمع عكنة، وهو الطي في البطن من السمن، و "تكسرت" أي: انثنت.
٥. أي: رقة الجوع وضعفه وهزاله.

<<  <  ج: ص:  >  >>