للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِصَيْدَاءَ فِي آخَرِينَ قَالُوا حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ الْأَزْرَقُ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ أَدَّى عَنِ الزُّهْرِيِّ سَبْعَةَ آلَافِ دِينَارٍ دَيْنًا كَانَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ لِلزُّهْرِيِّ لَا تَعُودَنَّ تَدَّانُ فقَالَ الزُّهْرِيُّ كَيْفَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَقَدْ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ" ١. لَفْظُ الْخَبَرِ لِعُمَرَ بن سعيد سنان.


١ إسناده صحيح، هشام بن خالد الأزرق: صدوق، روى له أبو داود وابن ماجه، ومن فوقه من رجال الصحيح.
وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" "٩"، وأبو نعيم في "الحلية" ٦/١٢٧ من طريقين عن هشام بن خالد الأزرق، بهذا الإسناد، بلفظ "لا يلسع"
وأخرجه أحمد ٢/٣٧٩، والبخاري "٦١٣٣" في الأدب، ومسلم "٢٩٩٨" في الزهد والرقائق، كلاهما في باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، وأبو داود "٤٨٦٢" في الأدب: باب في الحذر من الناس، والبيهقي في "السُّنن" ١٠/١٢٩، وفي "الآداب" "٥٨٢"، والبغوي في "شرح السُّنة" "٣٥٠٧" عن قتيبة بن سعيد، وابن ماجة "٣٩٨٢" في الفتن: باب العزلة عن محمد بن الحارث المصري، والدارمي ٢/٣١٩ عن عبد الله بن صالح، ثلاثتهم عن الليث بن سعد، عن عقيل، عن الزهري، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "السُّنن" ٦/٣٢٠ من طريق الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وفي الباب عن ابن عمر الطيالسي "١٨١٣". وفسر الطيالسي الحديث بقوله: أي لا يعاقب على ذنبه في الدنيا فيعاقبه عليه في الآخرة.
وقوله: "لا يلدغ" قال الخطابي: هذا يُروى على وجهين:
أحدهما: بضم الغين، على مذهب الخبر، ومعناه أن المؤمن الممدوح هو الكيس الحازم الذي لا يؤتى من ناحية الغفلة، فيخدع مرة بعد أخرى وهو لا يفطن بذلك ولا يشعر به. وقيل: إنه أراد به الخداع في أمر الآخرة دون أمر الدنيا.
والوجه الآخر؛ أن تكون الرواية بكسر الغين على مذهب النهي، يقول: لا يخدعن المؤمن، ولا يُؤْتَيَنَّ من ناحية الغفلة، فيقع في مكروه أو شر وهو لا يشعر، وليكن متيقظاً حذراً، وهذا قد يصلح أن يكون في أمر الدنيا والآخرة معاً. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>