وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" "٩"، وأبو نعيم في "الحلية" ٦/١٢٧ من طريقين عن هشام بن خالد الأزرق، بهذا الإسناد، بلفظ "لا يلسع" وأخرجه أحمد ٢/٣٧٩، والبخاري "٦١٣٣" في الأدب، ومسلم "٢٩٩٨" في الزهد والرقائق، كلاهما في باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، وأبو داود "٤٨٦٢" في الأدب: باب في الحذر من الناس، والبيهقي في "السُّنن" ١٠/١٢٩، وفي "الآداب" "٥٨٢"، والبغوي في "شرح السُّنة" "٣٥٠٧" عن قتيبة بن سعيد، وابن ماجة "٣٩٨٢" في الفتن: باب العزلة عن محمد بن الحارث المصري، والدارمي ٢/٣١٩ عن عبد الله بن صالح، ثلاثتهم عن الليث بن سعد، عن عقيل، عن الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي في "السُّنن" ٦/٣٢٠ من طريق الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وفي الباب عن ابن عمر الطيالسي "١٨١٣". وفسر الطيالسي الحديث بقوله: أي لا يعاقب على ذنبه في الدنيا فيعاقبه عليه في الآخرة. وقوله: "لا يلدغ" قال الخطابي: هذا يُروى على وجهين: أحدهما: بضم الغين، على مذهب الخبر، ومعناه أن المؤمن الممدوح هو الكيس الحازم الذي لا يؤتى من ناحية الغفلة، فيخدع مرة بعد أخرى وهو لا يفطن بذلك ولا يشعر به. وقيل: إنه أراد به الخداع في أمر الآخرة دون أمر الدنيا. والوجه الآخر؛ أن تكون الرواية بكسر الغين على مذهب النهي، يقول: لا يخدعن المؤمن، ولا يُؤْتَيَنَّ من ناحية الغفلة، فيقع في مكروه أو شر وهو لا يشعر، وليكن متيقظاً حذراً، وهذا قد يصلح أن يكون في أمر الدنيا والآخرة معاً. والله أعلم.