للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال أبو حاتم رضى الله تعالى عَنْهُ هَذِهِ أَخْبَارٌ أُطْلِقَتْ مِنْ هَذَا النَّوْعِ تُوهِمُ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْعِلْمِ أَنَّ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ مُشَبِّهَةٌ عَائِذٌ بِاللَّهِ أَنْ يَخْطُرَ ذَلِكَ بِبَالِ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ وَلَكِنْ أَطْلَقَ هَذِهِ الْأَخْبَارِ بِأَلْفَاظِ التَّمْثِيلِ لِصِفَاتِهِ عَلَى حَسَبِ مَا يَتَعَارَفُهُ النَّاسُ فِيمَا بَيْنَهُمْ دون تكييف صفات الله جل


= باب فيما أنكرت الجهمية، من طريق أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قوله: "ملأى" - وفي رواية مسلم "ملآن" ووجهها بعضهم بإرادة اليمين، فإنها تُذَكَّر وتُؤَنََثُ، وكذلك الكف- والمراد من قوله "ملأى" أو "ملآن" لازمه، وهو أنه سبحانه وتعالى في غاية الغنى، وعنده من الرزق ما لا نهاية له في علم الخلائق.
قوله: "لا يغيضها" بالغين المعجمة والضاد المعجمة، أي: لا ينقصها. و"سحاء" بمهملتين مثقلاً ممدوداً، على وزن فعلاء، صفة لليد، أي دائمة الصب والهطل بالعطاء، ويُروى "سحاً" بالتنوين على المصدر، فكأنها لشدة امتلائها تفيض أبداً.
قال ابن الأثير: واليمينُ ها هنا كنايةٌ عن محل عطائه، ووصفها بالامتلاء لكثرة منافعها، فجعلها كالعين الثرة التي لا يغيضها الاستقاء، ولا ينقصها الامتياح، وخَصَّ اليمين لأنها في الأكثر مظنة العطاء على طريق المجاز والاتساع.
وقوله: "واليد الأخرى القبض"، رواية مسلم "وبيده الأخرى القبض": قال النووي: ضبطوه بوجهين، أحدهما: "الفيض" بالفاء والياء المثناة تحت، والثاني: "القبض" بالقاف والباء الموحدة، وذكره القاضي أنه بالقاف، وهو الموجود لأكثر الرواة، قال: وهو الأشهر والمعروف.
قال: ومعنى القبض: الموت. انظر "شرح صحيح مسلم" ٧/٨١، و"فتح الباري" ١٣/٣٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>