وقيل: أراد بالقرآن القراءة، فهو مصدر يقرا قراءة وقرآناً، أي: زينوا قراءتكم القرآن بأصواتكم، ويشهد لصحة هذا وأن القلب لا وجه له حديث أبي موسى أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم استمع إلى قراءته، فقال: لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود، فقال: لو علمت أنك تستمع لحبرته لك تحبيراً، أي: حسنت قراءته وزينتها. قلت: ومما يؤيد تأييداً لا شبهة فيه أن الحديث على بابه وليس للقلب وجه فيه ما أخرجه الدارمي ٢/٤٧٤، والحاكم ١/٥٧٥ من حديث البراء مرفوعاً "زينوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً" وسنده قوي، وما أخرجه ابن سعد في "الطبقات" ٦/٩٠ وابن نصر في "قيام الليل" ص ٥٨ من طريق سعيد بن زربي، حدثنا حماد عن إبراهيم، عن علقمة بن قيس، قال: كنت رجلاً قد أعطاني اللَّه حسن صوت في القرآن، فكان عبد اللَّه يستقرئني، ويقول: اقرأ فداك أبي وأمي، فإني سمعت النبي صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "حسن الصوت تزيين للقرآن" وسعيد بن زربي منكر الحديث، وباقي رجاله ثقات.