للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَيَتَحَنَّثُ١ فِيهِ وَهُوَ التَّعَبُّدُ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعِدَّةِ٢ ويتزود ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ لِمِثْلِهَا حَتَّى فَجِئَهُ الْحَقُّ٣ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءَ فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فِيهِ فَقَالَ: اقْرَأْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَقُلْتُ: "مَا أَنَا بقارىء"٤ قَالَ: "فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ٥ ثُمَّ أَرْسَلَنِي" فَقَالَ لِي: اقْرَأْ فَقُلْتُ: مَا أنا بقارىء فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ فَقُلْتُ: مَا أَنَا بقارىء فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني


١ هي بمعنى يتحنف، أي يتبع الحنيفية، وهي دين إبراهيم، والفاء تبدل ثاء في كثير من كلامهم، وقد وقع في رواية بن هشام في "السيرة" يتحنف بالفاء. أو التحنث: إلقاء الحنث وهو الإثم، كما قيل: يتأثم ويتحرج. "الفتح" ١/٢٣.
٢ قوله: "وهو التعبد" قال الحافظ في الفتح: هذا مدرج في الخبر، وهو من تفسير الزهري كما جزم به الطيبي ولم يذكر دليله.
٣ أي: جاءه الحق بغتة.
٤ أي: ما أُحسُن القراءة، وذكر الطيبي أن هذا التركيب يفيد التقوية والتأكيد، والتقدير: لست بقارئ البتة، فإن قيل: لم كرر ذلك ثلاثا؟ أجاب أبو شامة بأن يحمل قوله أولاً: "ما أنا بقارئ" على الامتناع، وثانياً على الأخبار بالنفي المحض، وثالثاً على الاستفهام، قال ابن حجر: ويؤيده أن في رواية أبي الأسود في "مغازيه" عن عروة أنه قال: "كيف أقرأ؟ " وفي رواية عبيد بن عمير عن ابن إسحاق: "ماذا أقرأ؟ " وفي مرسل الزهري في "دلائل" البيهقي: "كيف أقرأ؟ " وكل ذلك يؤيد أنها استفهامية. والله أعلم "فتح" ١/٢٤.
٥ فغطني بغين معجمة وطاء مهملة، وفي رواية الطبري بتاء مثناة من فوق، كأنه أراد ضمني وعصرني، والغط: حبس النَّفَس، ومنه غطه في الماء، أو أراد: غمني، ومنه الخنق. وقوله: "حتى بلغ مني الجهد" روي بفتح الدال والنصب، أي بلغ الغطُّ مني غايةَ وسعي، وروي بالضم والرفع، أي بلغ مني الجهدُ مبلغه. ورجح ابن حجر رواية الرفع. انظر ما ذكره في "الفتح" ١٢/٣٥٧، ٣٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>