للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَذِهِ اللَّفْظَةُ مِمَّا ذَكَرْنَا١ فِي كُتُبِنَا أَنَّ الْعَرَبَ تُطْلِقُ الِاسْمَ بِالْكُلِّيَّةِ عَلَى جُزْءٍ مِنْ أَجْزَاءِ شَيْءٍ يُطْلَقُ اسْمُ ذَلِكَ الشَّيْءِ عَلَى جُزْءٍ مِنْ أَجْزَائِهِ. فَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ" أَطْلَقَ اسْمَ الْإِيمَانِ عَلَى الْمُحَافِظِ عَلَى الْوُضُوءِ، وَالْوُضُوءُ مِنْ أَجْزَاءِ الْإِيمَانِ، كَذَلِكَ اسْمُ الْإِيمَانِ عَلَى الْمُفْرِدِ الْعَمَلَ بِهِ، لِأَنَّهُ جُزْءٌ مِنْ أَجْزَاءِ الْإِيمَانِ عَلَى حَسَبِ مَا ذَكَرْنَاهُ.

وَخَبَرُ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عن ثوبان خبر منقطع٢، فلذلك تنكبناه.


= أعمالكم الصلاة، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن" وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة ١/٥- ٦ ورجاله ثقات إلا أنه منقطع، سالم بن أبي الجعد لم يسمع من ثوبان، ولم يلقه كما نبه عليه غير واحد من الأئمة، فقول الحاكم: صحيح على شرط الشيخين وموافقة الذهبي له وهم منهما رحمهما الله. وقد نبه على انقطاعه البغوي في "شرح السنة" ١/٣٢٧ والبوصيري في "مصباح الزجاجة" الورقة ١/٢٢، ولكنهما أشارا إلى الطريق المتصلة التي أوردها المصنف وقد أورده الإمام عالك في "الموطأ" ١/٣٤ بلاغاً، وقال أبو عمر بن عبد البر في التقصي: هذا يستند ويتصل من حديث ثوبان من طرق صحاح. وفي الباب عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عند ابن أبي شيبة ١/٦، وابن ماجة "٢٧٨" وإسناده ضعيف من أجل ليث بن أبي سليم، وعن أبي أمامة عند ابن ماجة "٢٧٩" وهو ضعيف أيضاً لجهالة أبي حفص الدمشقي راويه عن أبي أمامة. وقوله: "ولن تحصوا" أي: لن تطيقوا، ومثله قوله تعالى: {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ} أي: لن تطيقوه.
١ كذا استظهرتها، فإنها لم تظهر في التصوير.
٢ وقال الإمام أحمد: لم يسمع سالم من ثوبان ولم يلقه، بينهما معدان بن أبي طلحة،. وذكر أبو حاتم نحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>