للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَرَكَ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ"١. ١٠٠:١

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله تعالى عَنْهُ: هَذَا خَبَرٌ مُخْتَصَرٌ مِنْ حَدِيثٍ طَوِيلٍ٢، اخْتَصَرَهُ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ مُتَوَهِّمًا لِنَسْخِ إِيجَابِ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ مُطْلَقًا، وَإِنَّمَا هُوَ نَسْخٌ لِإِيجَابِ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ، خلا لحم الجزور فقط.


١ إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح خلا موسى بن سهل الرملي وهو ثقة، وعبد الله: هو ابن المبارك، وهو في صحيح ابن خزيمة برقم "٤٣".
وأخرجه أبو داود "١٩٢" في الطهارة: باب ترك الوضوء مما مست النار، عن موسى بن سهل الرملي، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي ١/١٠٨ في الطهارة: باب ترك الوضوء مما غيرت النار، وابن الجارود "٢٤"، والطحاوي ١/٦٧، والبيهقي في "السنن" ١/١٥٥، ١٥٦، والحازمي في "الاعتبار" ص٤٨، وابن حزم في "المحلى" ١/٢٤٣، من طريق علي بن عياش، به.
٢ يقصد به الحديث المتقدم برقم "١١٣٠" ويذكر فيه جابر أن رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم أكل خبزاً ولحماً، ثم توضأ وصلى الظهر، ثم دعا بفضل طعامه، فأكل، ثم صلى العصر ولم يتوضأ. وقد تابع المؤلف في دعوى الاختصار أبا داود، فقد أورد الحديثين، ثم قال عقب الثاني منهما: هذا اختصار من الحديث الأول. يذهب إلى أن الحديث الثاني ليس ناسخاً لطلب الوضوء مما مست النار، ولا دلالة فيه على النسخ، لأنه المراد بآخر الأمرين- عنده- آخرهما في هذه القصة لا مطلقاً.
وأورد ابن حزم في "المحلى" ٢/٢٤٣ هذين الحديثين، ومقولة أبي داود، ثم قال: "القطع بأن ذلك الحديث مختصر من هذا، قولٌ بالظن، والظن أكذب الحديث، بل هما حديثان كما وردا".
ويعضد ما قاله ابن حزم ما أخرجه البخاري "٥٤٥٧" من حديث جابر: سُئل عن الوضوء مما مست النار؟ فقال: لا، قد كنا زمان النبي صلى اللَّه عليه وسلم لا نجد مثل ذلك من الطعام إلا قليلاً، فإذا نحن وجدناه لم يكن لنا مناديل إلا أكفنا وسواعدنا وأقدامنا، ثم نصلي ولا نتوضأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>