للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَلَى كِتْبَتِهَا وَتَرْكِ حِفْظِهَا وَالتَّفَقُّهِ فِيهَا وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ هَذَا إِبَاحَتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي شَاهٍ١ كَتْبَ الْخُطْبَةِ الَّتِي سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِذْنُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو بالكتبة٢.


١ أبو شاه بهاء منونة: وهو رجل من أهل اليمن، وقال السِّلفي: هو فارسي من فرسان الفرس الذين بعثهم كسرى إلى اليمن، ورد ذكره في حديث أبي هريرة في خطبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الفتح، وفيها قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اكتبوا لأبي شاه"، وأخرجه أحمد ٢/٢٣٨، والبخاري "١١٢" في العلم: باب كتابة العلم، و"٢٤٣٤" في اللقطة: باب كيف تعرف لقطة أهل مكة، و"٦٨٨٠" في الديات: باب من قتُل له قتيل فهو بخير النظرين، ومسلم "١٣٥٥" في الحج: باب تحريم مكة وصيدها وخلاها وشجرها ولقطتها، وأبو داود "٢٠١٧" في المناسك: باب تحريم حرم مكة، والترمذي "٢٦٦٧" في العلم: باب ما جاء في الرخصة في كتابة العلم.
٢ وأخرجه البخاري في صحيحه "١١٣" من حديث أبي هريرة قال: ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحد أكثر حديثاً عنه مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب،
وقد جمع العلماء بين إباحته صلى الله عليه وآله وسلم كتابة الخطبة لأبي شاه أن النبي صلى الله عليه وسلم وبين حديث أبي سعيد الخدري؛ أن النهي في حديث أبي سعيد خاص بوقت نزول القرآن خشية التباسه بغيره، والإذن في غير ذلك، أو أن النهي خاص بكتابة غير القرآن مع القرآن في شيء واحد، والإذن في تفريقهما، أو النهي متقدم، والإذن ناسخ له عند الأمن من الالتباس، وهو أقربها مع أنه لا ينافيها، وقيل: النهي خاص بمن خشي منه الاتكال على الكتابة دون الحفظ، والإذن لمن أمن منه ذلك، ومنهم من أعل حديث أبي سعيد، وقال: الصواب وقفه على أبي سعيد، قاله البخاري وغيره.
قال العلماء: كره جماعة من الصحابة والتابعين كتابة الحديث، واستحبوا أن يؤخذ عنهم حفظاً، كما أخذوا حفظاً، لكن لما قصرت الهمم وخشي الأئمة ضياع العلم دونوه، وأول من دون الحديث ابن شهاب الزهري على رأس المائة بأمر عمر بن عبد العزيز، ثم كثر التدوين، ثم التصنيف، وحصل بذلك خير كثير، ولله الحمد. انظر "الفتح" ١/٢٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>