وأخرجه أبو داود [٤٤٨] في الصلاة: باب في بناء المساجد، ومن طريقه البغوي [٤٦٣] ، والبيهقي ٢/٤٣٨-٤٣٩، عن محمد بن الصباح بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني [١٣٠٠٣] من طريقين، عن سفيان، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني [١٣٠٠٠] من طريق عبيد بن محمد، عن صباح بن يحيى المزني، و [١٣٠٠١] و [١٣٠٠٣] من طريق ليث بن أبي سليم، كلاهما عن أبي فزارة، به. وقول ابن عباس علقه البخاري بصيغة الجزم في "صحيحه" بعد الحديث رقم [٤٤٥] في الصلاة: باب بنيان المسجد. قال الحافظ: وهذا التعليق وصله أبو داود وابن حبان من طريق يزيد بن الأصم، عن ابن عباس هكذا موقوفاً، وقبله حديث مرفوع، ولفظه: "ما أمرت بتشييد المساجد". قلت: ووصله ابن أبي شيبة ١/٣٠٩ عن وكيع، عن سفيان، بهذا الإسناد موقوفاً، وعن ابن فضيل، عن ليث، عن يزيد بن الأصم، عن ابن عباس، موقوفاً أيضاً. وقال البغوي في "شرح السنة" ٢/٣٤٩: والمراد من التشييد: رفع البناء وتطويله، ومنه قوله وسبحانه: {فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} وهي التي طول بناؤها، يقال شاد الرجل بناءه، يشيد، وشيده، يشيده، وقيل: البروج المشيدة: الحصون المجصصة، والشيد: الجص. وقول ابن عباس: "لتزخرفنها" بفتح اللام، وهي لام القسم وضم التاء وفتح الزاي، وسكون الخاء المعجمة، وكسر الراء، وضم الفاء، وتشديد النون، والزخرفة: الزينة، وأصل الزخرف: الذهب؛ ثم استعمل في كل ما يتزين به.