وأخرجه أحمد ٣/٣٥٤، والبخاري [٦١٤ في الأذان: باب الدعاء عند الأذان، و [٤٧١٩] في التفسير: باب {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً} [الاسراء: الآية٧٩] وفي "أفعال العباد"، ص٢٩، وأبو داود [٥٢٩] في الصلاة: باب ما يقول إذا سمع الإقامة، والترمذي [٢١١] في الصلاة، والنسائي ٢/٢٦-٢٨ في الأذان: باب الدعاء عند الأذان، وفي "عمل اليوم والليلة" [٤٦] ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ١/١٤٦، والطبراني في "الصغير" ١/٢٤٠، وابن السني في"عمل اليوم والليلة" ص٤٥، والبيهقي ١/٤١٠، وابن أبي عاصم [٨٢٦] ، والبغوي [٤٢٠] من طرق عن علي بن عياش، بهذا الإسناد. وقوله: "الدعوة التامة" قال ابن الأثير: وصفها بالتمام لأنها ذكر الله تعالى، ويدعى بها إلى عبادته، وذلك هو الذي يستحق صفة الكمال والتمام، وقال الحافظ في "الفتح"٢/٩٥: المراد بها دعوة التوحيد، كقوله تعالى: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ} [الرعد: الآية١٤] ، وقيل لدعوة التوحيد "تامة" لأن الشركة نقص، أو التامة التي لا يدخلها تغيير ولا تبديل، بل هي باقية إلى يوم النشور، أو لأنها هي التي تستحق صفة التمام، وما سواها فمعرض للفساد. والوسيلة: هي ما يتقرب به إلى الكبير، يقال: توسلت، أي تقربت، وتطلق على المنزلة العلية، ووقع ذلك في حديث عبد الله بن عمرو [في حديث التالي] بلفظ "فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله". والفضيلة: المرتبة الزائدة على سائر الخلائق، ويحتمل أن تكون منزلة أخرى، أو تفسيراً للوسيلة. والمقام المحمود: أي يحمد القائم فيه وهو مطلق في كل ما يجلب الحمد من أنواع الكرامات. "الذي وعدته" قال الطيبي: المراد بذلك قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً} [الاسراء: الآية٧٩] وأطلق عليه الوعد، لأن "عسى" من الله أوقع. والأكثر على أن المراد به الشفاعة.