للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} قَالَ: نَعَمْ {رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} قَالَ: نَعَمْ {رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} قال نعم١. [٦٤:٣]


١ إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه في "صحيحه" "١٢٥" في الإيمان: باب بيان أن الله سبحانه لم يكلف إلا ما يطاق، وأبو عوانة ١/٧٦، من طريق محمد بن المنهال الضرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة ١/٧٦ و٧٧ من طرق عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد ٢/٤١٢ عن عفان، عن عبد الرحمن بن إبراهيم، والطبري ٣/١٤٣، من طريق مصعب بن ثابت، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وزاد السيوطي نسبته في "الدر المنثور" ١/٣٧٤ إلى أبي داود في ناسخه، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
وراية المؤلف هذه تختلف في ترتيبها عن رواية أحمد ومسلم، ففي روايتهما بعد قوله: فأتَوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقالوا: كلفنا من العمل ما لا نطيق، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا؟ بل قولوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير" قالوا: سمعنا وأطعنا ... فلما اقترأها القوم ذلت بها ألسنتهم، فأنزل في إثرها: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ ... وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} فلما فعلوا ذلك نسخها الله تعالى، فأنزل الله عز وجل: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا ... } والذي أخّر وقدم هو محمد بن المنهال، كما ذكر أبو عوانة ١/٧٧. وانظر ما قيل في معنى نسخ قوله تعالى: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} في قلائد المرجان في بيان الناسخ والمنسوخ في القرآن" لمرعي الحنبلي ص٧٦ و"الناسخ والمنسوخ" للنحاس ص٨٧، ٨٨، والمختار أن لفظ النسخ الوارد في الحديث لا يعني النسخ المصطلح عليه عند الأصوليين، وأن المقصود في الحديث أن آية {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا ... } نسخت الشدة التي اعترت الصحابة من فهم هذه الآية، وبينت المقصود من الآية الأولى وهو أن الله يؤاخذ على خواطر النفس إذا كانت على سبيل العزم والتصميم على الفعل.

<<  <  ج: ص:  >  >>