للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَثَلُ الْمُنْفِقِ وَالْبَخِيلِ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جَنَّتَانِ مِنْ لَدُنْ تَرَاقِيهِمَا إِلَى ثَدْيَيْهِمَا، فَأَمَّا الْمُنْفِقُ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُنْفِقَ مَادَتْ عَلَيْهِ وَاتَّسَعَتْ حَتَّى تَبْلُغَ قَدَمَيْهِ وَتَعْفُوَ أَثَرَهُ، وَأَمَّا الْبَخِيلُ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُنْفِقَ أَخَذَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ مَوْضِعَهَا وَلَزِمَتْ، فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُوَسِّعَهَا وَلَا تَتَّسِعُ، فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يوسعها ولا تتسع" (١) .


(١) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن عجلان فقد روى له مسلم متابعة وهو صدوق.
وأخرجه الشافعي ١/٢٢١، وأحمد ٢/٢٥٦، والحميدي "١٠٦٤"، والبخاري "١٤٤٣" في الزكاة: باب مثل المتصدق والبخيل، ومسلم "١٠٢١" في الزكاة: باب مثل المنفق والبخيل، والنسائي ٥/٧٠-٧١ في الزكاة: باب صدقة البخيل، وأبو الشيخ في "الأمثال" "٢٦٨"، والرامهرمزي في "الأمثال" ص١٠٢٣، والبيهقي ٤/١٨٦، والبغوي "١٦٦٠" من طرق عن أبي الزناد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" "٢٦٧" من طريق ابن لهيعة، عن الأعرج، به. وله طريق أخرى سترد عند المؤلف "٣٣٣٢".
تنبيه: وقع في رواية مسلم: عن عمرو الناقد، عن سفيان "مثل المنفق والمتصدق" وهو وهم صوابه مثل ما وقع في باقي الروايات عنده وعند غيره "مثل المنفق والبخيل"، ووقع في هذه الرواية تصحيفات وتقديم وتأخير نبه عليها القاضي عياض، ونقلها عنه النووي في "شرح مسل" ٧/١٠٧-١٠٨، فانظرها فيه.
قال البغوي في "شرح السنة" ٦/١٥٩: فهذا مثل ضربه النبي صلى الله عليه وسلم للجواد المنفق والبخيل الممسك، فجعل مثل الجواد مثل رجل لبس درعاً سابغة، إلا أنه أول ما يلبسها تقع على الصدر والثديين إلى أن يسلك يديه في كميها، ويرسل ذيلها على أسفل يديه، فاستمرت حتى سترت جميع بدنه، وحصَّنته، وجعل مثل البخيل مثل رجل كانت يداه مغلولتين إلى عنقه، ثابتتين دون صدره، فإذا لبس الدرع، حالت يداه بينها وبين أن تمر على البدن، فاجتمعت في عنقه، ولزمت ترقوته، فكانت ثقلاً ووبالاً عليه من غير تحصين لبدنه.
وحقيقة المعنى: أن الجواد إذا همَّ بالنفقة، اتسع لذلك صدره، وطاوعته يداه، فامتد بالعطاء والبذل، والبخيل يضيق صدره، وتنقبض يده عن الإنفاق في المعروف، فهذا معنى كلام الخطابي على الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>