للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَدِمَ سَعْدٌ، ذُكِرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ يَنْفَعُهَا أَنْ أَتَصَدَّقُ عَنْهَا؟ فَقَالَ: النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نَعَمْ"، فَقَالَ سَعْدٌ: حَائِطُ كَذَا وَكَذَا صَدَقَةٌ عليها- لحائط سماه (١) .


(١) حديث صحيح، سعيد بن عمرو بن شرحبيل ذكره المؤلف في "الثقات"، وقال النسائي: ثقة، وأبو عمرو بن شرحبيل: روى عنه جمع، وذكره المؤلف في "الثقات"، وشرحبيل بن سعيد روى عن أبيه وجده، وروى عنه ابنه عمرو، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وذكره المؤلف في "الثقات".
وقال الزقاني في "شرح المؤطأ" ٤/٥٥ تعليقاً على قوله "عن جده" ما نصه: شرحبيل مقبول ثقة أو أراد جده الأعلى سعيد بن سعد بن عبادة أو ضمير جده لعمرو بن شرحبيل، فيكون متصلاً، ولذا قال ابن عبد البر: هذا الحديث مسند، لأن سعيد بن سعد بن عبادة له صحبة، روى عنه أبو أمامة بن سهل بن حنيف وغيره، وشرحبيل ابنه غير نكير أن يلقى جده سعد بن عبادة، وقد رواه عبد الملك ابن عبد العزيز بن أبي سلمة، عن مالك، عن سعيد بن عمرو بن شرحبيل، عن أبيه، عن جده، عن سعد بن عبادة أنه خرج ... الحديث، وهذا يدل على الإتصال وهو الأغلب منه، وكذا رواه الدراوردي عن سعيد بن عمرو بن شرحبيل، عن سعيد بن سعد بن عبادة، عن أبيه أن أمه توفيت ... الحديث، أخرج الطريقين في "التمهيدِ" إنما يتم له أن ما في "الموطأ" موصول بجعل ضمير جده عائداً على عمرو بن شرحبيل، فيكون جده سعيد بن سعد بن عبادة هو صحابي ابن صحابي، أما إذا عاد الضمير على سعيد بن عمرو شيخ مالك، فمرسل، لأن جده شرحبيل تابعي إلا أن يريد جده الأعلى فيكون موصولا. ولوِّح لهذا في "فتح الباري" بقوله: الراوي في "الموطأ" سعيد بن سعد بن عبادة، أو ولده شرحبيل مرسلاً.
والحديث في "الموطأ" ٢/٧٦٠، ومن طريقه أخرجه النسائي ٦/٢٥٠-٢٥١ في الوصايا: باب إذا مات الفجاءة هل يستحب لأهله أن يتصدقوا، وابن خزيمة "٢٥٠٠"، والحاكم ١/٤٢٠، والبيهقي ٦/٢٧٨، وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطبراني "٥٣٨١" و "٥٣٨٢" من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن سعيد بن عمرو بن شرحبيل، عن سعيد بن سعد بن عبادة، عن أبيه.
وأخرجه البخاري "٢٧٥٦" و "٢٧٦٢" من طريقين عن ابن جريج، أخبرني يعلى بن مسلم أنه سمع عكرمة يقول: أنبأنا ابن عباس رضي الله عنهما أن سعد بن عبادة رضي الله عنه توفيت أمه وهو غائب عنها، فقال: يا رسول الله إن أمي توفيت وأنا غائب عنها، أينفعها شيء إن تصدقت به عنها؟ قال: نعم، قال: فإني أشهدك أن حائطي المِخراب صدقة عليها.
وأخرجه البخاري "٢٧٧٠"، وأبو داود "٢٨٨٢"، والترمذي "٦٦٩"، والنسائي ٦/٢٥٢-٢٥٣ من طريق زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>