وأخرجه أبو يعلى "٢٩٧٢" عن أبي خيثمة، عن يحيى القطان، به. وأخرجه أحمد ٣/١٧٣و٢٠٢ و٢٧٦، والدارمي ٢/٨، وأبو يعلى"٣٠٥٢" و"٣٢١٥"، وابن خزيمة "٢٠٦٩" من طرق عن شعبة. وقد قال جمهور أهل العلم في قوله صلى الله عليه وسلم "أطعم وأسقى": هو مجاز عن لازم الطعام والشراب وهو القوه، فكأنه قال: يعطيني قوة الآكل والشارب، يفيض علي ما يسد مسد الطعام والشراب، ويقوى على أنواع الطاعة من غير ضعف في القوة، ولا كلال في الإحساس. أو المعنى: أن الله يخلق فيه من الشبع والري ما يغنيه عن الطعام والشراب قلا يحس بجوع ولا عطش. ويحتمل أن يكون المراد أنه سبحانه يشغله بالتفكير في عظمته، والتملي بمشاهدته، والتغذي بمعارفه، وقرة العين بمحبته، والاستغراق في مناجاته، والإقبال عليه، عن الطعام والشراب، وإلى هذا جنح الإمام ابن القيم، وقال: قد يكون هذا الغذاء أعظم من غذاء الأجساد، ومن له أدنى ذوق وتجربة يعلم استغناء والجسم بغذاء القلب والروح عن كثير من الغذاء الجسماني، ولاسيما الفرح المسرور بمطلوبه الذي قرت عينه بمحبوبه. (٢) قد أكثر أهل العلم من الرد على المصنف في هذه الدعوى التي انتهى إليها، وأبلغ ما يرد عليه به- كما قال الحافظ – أنه أخرج في "صحيحه" من حديث ابن عباس قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم بالهاجرة، فرأى أبا بكر وعمر، فقال: "ما أخرجكما؟ " قالا: ما أخرجنا إلا الجوع، فقال: "وأنا والذي نفسي بيده ما أخرجني إلا الجوع" فهذا الحديث يرد ما تمسك به، وأما قوله "وما يغني الحجر عن الجوع" فجوابه: أنه يقيم الصلب، لأن البطن إذا خلا ربما ضعف صاحبه عن القيام لانثناء بطنه عليه، فإذا ربط عليه الحجر، اشتد وقوي صاحبه على القيام.