وفي الباب عن عمر عند أحمد ١/٢٥، والحميدي ١٧، وأبي يعلى ١٩٨، وابن ماجه ٢٨٨٧، والطبري ٣٩٥٨، وسنده حسن في الشواهد. وعن ابن عباس عند النسائي ٥/١١٥، والطبراني ١١١٩٦ و ١١٤٢٨، وإسناده صحيح. وعن جابر عند البزار ١١٤٧، وقال الهيثمي في المجمع ٣/٢٧٧: ورجاله رجال الصحيح خلا بشر بن المنذر، ففي حديثه وهم قاله العقيلي، ووثقه ابن حبان. وعن ابن عمر عند الطبراني ١٣٦٥١ وفي سنده حجاج بن نصير، مختلف فيه. وعن عامر بن ربيعة عند عبد الرزاق ٨٧٩٦، وأحمد ٣/٤٤٦-٤٤٧، وفي سنده عاصم بن عبيد الله، وهو ضعيف، فالحديث بهذه الشواهد صحيح. وقوله: "تابعوا بين العمرة والحج"، أي: اجعلوا أحدهما تابعاً للآخر، فإذا حججتم فاعتمروا، وإذا اعتمرتم فحجُّوا. قال المحب الطبري في "القِرى" ص٤٠: يجوز أن يُراد به التتابع المشار إليه في قوله تعالى: {فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ} [المجادلة: ٤] ، فيأتي بكل واحد من النسكين عقيبَ الآخر بحيث لا يتخلل بينهما زمان يصح إيقاع الثاني فيه، وهو الظاهر من لفظ المتابعة، ويحتمل أنه يراد به إتباع أحد النسكين الآخر، ولو تخلل بينهما زمان بحيث يظهر مع ذلك الاهتمام بهما.