للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْإِيمَانُ لَيَأْرِزُ إِلَى الْمَدِينَةِ" يُرِيدُ بِهِ أَهْلَ الْإِيمَانِ، وَذَلِكَ أَنَّ الْمَدِينَةَ خَشِنَةٌ قَفْرَةٌ ذَاتُ بَسَابِسَ وَدَكَادِكَ١، مَنَعَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا عَنْهَا طَيِّبَاتِ اللَّذَّاتِ فِي الْأَعْيُنِ وَالْأَنْفُسِ، وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا لِمَنْ طَلَبَ اللَّهَ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ، فَلَا يَرْكَنُ إِلَيْهَا إِلَّا كُلُّ مُشَمَّرٍ عَنْ هَذِهِ الْفَانِيَةِ الزَّائِلَةِ، وَلَا قَطَنَهَا إِلَّا كُلُّ منقلع بكليته إلى الآخرة الدائمة.


١ البسابس: جمع بسبس، وهو البر المقفر الواسع، والدكادك: جمع دِكدِك ودَكْدَك ودكداك من الرمل، وهو ما استوى والتبد بعضهى على بعض بالأرض ولم يرتفع كثيراً، وقيل: ارض فيها غلظ، وكلام ابن حبان هذا صحيح بالنشبة إلى ما مضى، أما في عصرنا هذا فقد تبدل الحال، وأصبح أهل المدينة ينعمون في حياتهم بالعيش الرغيد، ومتع الحياة والطيبات من الرزق والهدوء والاستقرار كارقى بلد في العالم.

<<  <  ج: ص:  >  >>