للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ وَمَنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ شِبْرًا اقْتَرَبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا وَمَنِ اقْتَرَبَ مني ذراعا اقتربت منه باعا ومن جائني يَمْشِي جِئْتُهُ أُهَرْوِلُ وَمَنْ جَاءَنِي يُهَرْوِلُ جِئْتُهُ أَسْعَى وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْتُهُ فِي ملأ أكثر منهم وأطيب" ١. [٣: ٦٧]


١ حديث صحيح إسناده قوي، عطاء بن السائب - وإن كان قد اختلط - قد سمع منه حماد بن سلمة قبل الاختلاط، وتابعه سفيان عند أحمد والحميدي، وهو قديم السماع من عطاء، وعطاء بن السائب تابعه أبو إسحاق عند مسلم، وباقي رجاله ثقات.
والقسم الأول منه وهو قوله: "الكبرياء ردائي..:إلى قذفته في النار" أخرجه الطيالسي "٢٣٨٧"، وأبو داود "٤٠٩٠" في اللباس: باب ما جاء في الكبر، عن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "٢٣٨٧" عن سلام، وابن أبي شيبة ٩/٨٩ عن ابن فضيل، والحميدي "١١٤٩"، وأحمد ٢/٢٤٨ و٣٧٦ عن سفيان، وأحمد ٢/٤٢٧ عن ابن علية، و٢/٤٤٢ عن عمار بن محمد، وأبو داود "٤٠٩٠" أيضاً، وابن ماجة "٤١٧٤" في الزهد: باب البراءة من الكبر والتواضع، من طريق أبي الأحوص، والبغوي في "شرح السُّنة" "٣٥٩٢" من طريق إبراهيم بن طهمان، كلهم عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد.
وتحرف الأغر عند أحمد ٢/٣٧٦ إلى الأعرج.
وأخرجه أحمد ٢/٤١٤ عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن سهيل، عن عطاء بن السائب، به، بزيادة سهيل بين حماد وعطاء.
وأخرجه مسلم "٢٦٢٠" في البر والصلة: باب تحريم الكبر، والبخاري في "الأدب المفرد" "٥٥٢" من طريق الأعمش، عن أبي إسحاق، عن الأغر أبي مسلم، أنه حدثه عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العز إزاره، والكبرياء رداؤه، فمن ينازعني عذبته".
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" ١/٦١ من طريق حماد بن سلمة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
والقسم الثاني أخرجه أحمد ٢/٣١٦، ومسلم "٢٦٧٥" "٣" في الذكر والدعاء: باب الحث على ذكر الله تعالى، والبغوي في "شرح السُّنة" "١٢٥٢" من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد ٢/٤٨٢ من طريق عبد الرحمن بن أبي عمرة، و٣/٥٠٠ من طريق موسى بن يسار، كلاهما عن أبي هريرة.
وسيرد برقم "٣٧٦" من طريق سليمان التيمي، عن أنس بن مالك، عن أبي هريرة، وبرقم "٨١١" و "٨١٢" من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، ويرد تخريج كل طريق في موضعه.
قال النووي في "شرح مسلم" ١٧/٣: هذا الحديث من أحاديث الصفات، ويستحيل إرادة ظاهره، ومعناه: من تقرب إلي بطاعتي تقربت إليه برحمتي والتوفيق والإعانة، وإن زاد زدت، فإن أتاني يمشي وأسرع في طاعتي أتيته هرولة، أي: صبب عليه الرحمة، وسبقته بها، ولم أحوجه إلى المشي الكثير في الوصول إلى المقصود، والمراد أن جزاءه يكون تضعيفه على حسب تقربه.

<<  <  ج: ص:  >  >>