للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنَّ شَرَّ الرِّعَاءِ الْحُطَمَةُ، فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ". فَقَالَ: اجْلِسْ، فَإِنَّمَا أَنْتَ مِنْ نُخَالَةِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: هَلْ كَانَتْ لَهُمْ نُخَالَةٌ، إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم١.


١ إسناده صحيح على شرط مسلم، شيبان بن أبي شيبة: هو ابن فروخ من رجال مسلم، ومن فوقه من رجال الشيخين.
وأخرجه مسلم ١٨٣٠ في الإمارة: باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر والحث على الرفق بالرعية والنهي عن إدخال المشقة عليهم، والطبراني في "الكبير" ١٨/٢٦، والبيهقي ٨/١٦١ من طريق شيبان بن فروخ، بهذا الإسناد. لكن وقع في الطبراني أنه دخل على زياد وهو خطأ.
وأخرجه أحمد ٥/٦٤، والطبراني ١٨/٢٦ من طرق عن جرير بن حازم، به.
قوله: "إن شر الرعاء الحطمة": هو العنيف في رعيته لا يرفق بها في سَوقها ومرعاها، بل يحطمها في ذلك، وفي سقيها وغيره، ويزحم بعضها ببعض بحيث يؤذيها ويحطمها، ضربه مثلاً لوالي السوء.
وقوله: إنما أنت من نخالتهم قال الإمام النووي في "شرح مسلم" ١٢/٢١٦: يعني لست من فضلائهم وعلمائهم وأهل المراتب منهم، بل من سقطهم، والنخالة هنا استعارة من نخالة الدقيق، وهي قشوره، والنخالة والحفالة والحثالة بمعنى واحد.
وقوله: وهل كانت لهم نخالة، إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم: قال الإمام النووي: هذا من جَزل الكلام وفصيحه وصدقه الذي ينقاد له كلُّ مسلم، فإن الصحابة رضي الله عنهم كلهم صفوةُ الناس، وسادات الأمة، وأفضل مَّمن بعدهم، وكلهم عدولٌ قدوة لا نخالة فيهم، وإنما جاء التخليط ممَّن بعدهم، وفيمن بعدهم كانت النخالة.

<<  <  ج: ص:  >  >>