٢ حديث صحيح، ابن أبي السَّري قد توبع، ومن فوقه ثقات على شرط الشيخين. وأخرجه أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" ١١٣٥، وأبو يعلى ٣٥٧١، والبزار ٢٠٩٩، والبيهقي في "السنن" ١٠/٢٢٨، وفي "دلائل النبوة" ٤/٣٢٢ و٣٢٣، والبغوي ٣٤٠٥ من طرق عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وقال الترمذي بإثر الحديث ٢٨٤٧ في الأدب: باب ما جاء في إسناد الشعر: وقد روى عبد الرزاق هذا الحديث أيضاً عن معمر، عن الزهري، عن أنس نحو هذا، وروي في غير هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة في عُمرة القضاء وكعب بن مالك بين يديه، وهذا أصح عند بعض أهل الحديث، لأن عبد الله بن رواحة قُتِل يوم مؤتة، وإنما كانت عمرة القضاء بعد ذلك. قال الحافظ في "الفتح" ٧/٥٧٣: وهو ذهول شديد وغلط مردود، وما أدري كيف وقع الترمذي في ذلك مع وفرة معرفته، ومع أن في قصة عمرة القضاء اختصام جعفر وأخيه علي وزيد بن حارثة في بنت حمزة، وجعفر قُتِلَ هو وزيد وابن رواحة في موطن واحد، وكيف يخفى عليه –يعني الترمذي- مثل هذا؟! ثم وجدت عن بعضهم أن الذي عند الترمذي من حديث أنس أن ذلك كان في فتح مكة، فإن كان كذلك، اتجه اعتراضُه، لكن الموجود بخط الكروخي راوي الترمذي ما تقدم، والله أعلم. قلت: وسيأتي الحديث من طريق أخرى برقم ٥٧٥٨.