للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُصَبِّحِ الْمَقْرَائِيُّ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ نَسِيرُ بِأَرْضِ الرُّومِ فِي طَائِفَةٍ عَلَيْهَا مَالِكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَثْعَمِيُّ إِذْ مَرَّ مَالِكٌ بِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ يَمْشِي يَقُودُ بَغْلًا لَهُ فَقَالَ لَهُ مَالِكٌ: أَيْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ارْكَبْ، فَقَدْ حَمَلَكَ اللَّهُ، فَقَالَ جَابِرٌ: أُصْلِحُ دَابَّتِي، وَأَسْتَغْنِي عَنْ قَوْمِي، وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ" فَأَعْجَبَ مَالِكًا قَوْلُهُ، فَسَارَ حَتَّى إِذَا كَانَ حَيْثُ يُسْمِعُهُ الصَّوْتَ نَادَاهُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ارْكَبْ، فَقَدْ حَمَلَكَ اللَّهُ، فَعَرَفَ جَابِرٌ الَّذِي أَرَادَ بِرَفْعِ صَوْتِهِ، وَقَالَ: أُصْلِحُ دَابَّتِي، وَأَسْتَغْنِي عَنْ قَوْمِي، وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ" فَوَثَبَ النَّاسُ عَنْ دَوَابِّهِمْ، فَمَا رَأَيْنَا يَوْمًا أَكْثَرَ مَاشِيًا مِنْهُ١.

الْمُقْرِيُّ: قَرْيَةٌ بِدِمَشْقَ، وَالْمَهْرِيُّ: سِكَّةٌ بِالْفُسْطَاطِ. قاله الشيخ.


١ حديث صحيح، عتبة بن أبي حكيم كثير الخطأ، وحصين بن حرملة المهري ذكره المصنف في "الثقات" ٦/٢١٣، وذكره البخاري ٣/١٠، وقال: يُعد في الشاميين، ولم يذكر فيه جرحاً وتبعه ابن أبي حاتم ٣/١٩١. ومالك بن عبد الله الخثعمي ذكره المؤلف في الصحابة من "ثقاته" ٣/٣٧٩ تبعاً للبخاري، فقال: مالك بن عبد الله الخثعمي له صحبة، سكن الشام، وحديثه عن أهلها، ثم ذكره في التابعين ٥/٣٨٥ فقال: مالك بن عبد الله الخثعمي كان يسكن لدّ من فلسطين، من العباد يروي عن جماعة من الصحابة روى عنه أهل فلسطين، وقال الحافظ في تعجيل المنفعة ص٣٨٦: يقال: إن له صحبة ولم يصح، وأثبتها البخاري، وباقي رجاله ثقات. عبد الله: هو ابن المبارك، والحديث في كتابه "الجهاد" ٢٢.
وأخرجه أحمد ٣/٣٦٧، والطيالسي ١٧٧٢، وأبو يعلى ٢٠٧٥ والبيهقي. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=

<<  <  ج: ص:  >  >>