وأخرجه أحمد ٤/٢٩، والبخاري (٣٩٧٦) في المغازي: باب دعاء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على كفار قريش، و (٣٠٦٥) في الجهاد: باب من غلب العدو وأقام في عرصتهم ثلاثاً، ومسلم (٢٨٧٥) في الجنة وصفة نعيمها، وأبو داود (٢٦٩٥) في الجهاد: باب في الإمام يقيم عند الظهور على العدو بعرصتهم، من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (٢٨٧٥) ، والطبراني (٤٧٠١) من طريقين عن عبد الأعلى، عن سعيد، به. وانظر الحديثين السابقين. والطوي: هي البئر التي طويت وبنيت بالحجارة لتثبت ولا تنهار، وشَفَة الرَّكِي: طرف البئر. قلت: وقد أنكرت السيدة عائشة رضي الله عنها سماع الموتى كما في " الصحيحين " عن عروة، عن عائشة أنها قالت: ما قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إنهم ليسمعون الآن ما أقول " إنما قال: " ليعلمون الآن ما كنت أقول لهم: إنه حق " ثم قرأت قوله تعالى {إنك لا تسمع الموتى} ، {وما أنت بمسمع من في القبور} . قال الحافظ ابن رجب في " أهوال القبور " ص ٧٦: وقد وافق عائشة على نفي سماع الموتى كلام الأحياء طائفةٌ من العلماء، ورجحه القاضي أبو يعلى من أكابر أصحابنا في كتابه " الجامع الكبير "، واحتجوا بما احتجت به، وأجابوا عن حديث قليب بدر بما أجابت به عائشة رضي الله عنها، وبأنه يجوز أن يكون ذلك معجز مختصة بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غيره وهو سماع الموتى لكلامه. وقال ابن عطيهّ فيما نقله عنه القرطبي ١٣/٢٣٢: فيشبه أن قصة بدر خرق عادة لمحمد - صلى الله عليه وسلم - في أن رد الله إليهم إدراكاً سمعوا به مقاله، ولولا إخبار رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسماعهم لحملنا نداءه إياهم على معنى التوبيخ لمن بقي من الكفرة، وعلى معنى شفاء صدور المؤمنين. وانظر " روح المعاني " ٢١/٥٥-٥٨.