وقد أعله البيهقي بالاضطراب، ونقل عن ابن معين أنه كان يبطل حديث: "الخال وارث من لا وارث له" يعني حديث المقدام، وقال: ليس فيه حديث قوي. وتعقبه ابن التركماني في "الجواهر النقي" بقوله: أخرجه ابن حبان في "صحيحه"، ثم ذكر أن راشدا سمعه من أبي عامر، عن المقدام، ومن ابن عائذ عنه، فالطريقان محفوظان، والمتنان متباينان. وذكر الدارقطني في "علله" أن، شعبة وحمادا وإبراهيم بن طهمان رووه عن بديل، عن أبي طلحة، عن راشد، عن أبي عامر، عن المقدام، وأن معاوية بن صالح خالفهم، فلم يذكر أبا عامر، بين راشد والمقدام، ثم قال الدارقطني: والأول أشبه بالصواب، قال ابن القطان: وهو على ما قال، فإن ابن أبي طلحة ثقة، وقد زاد في الإسناد من يتصل به، فلا يضره إرسال من قطعه وإن كان ثقة، فكيف وفيه مقال، فنرى هذا الحديث صحيحا انتهى ابن القطان. ثم قال ابن التركماني: وما ذكره أبي داود صريح في أنه لا إرسال في رواية معاوية، فإن راشد صرح فيها بالسماع، وراشد قد سمع ممن هو أقدم من المقدام، كمعاوية، وثوبان، فيحمل على أنه سمعه من المقدام مرة بلا واسطة، ومرة بواسطة أبي عامر، ومرة بواسطة ابن عائذ. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم في "العلل" ٢/٥٠: سمعت أبا زرعة، وذكر حديث المقدام بن معدي كرب، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "الخال وارث من لا وارث له" قال: هو حديث حسن. =