وأخرجه أيضا أحمد ٢/٣٦٩ و٤٣٨، ومسلم "٢٢٦٣" "٨"، والطحاوي في "مشكل الآثار"٣/٤٦، والبغوي "٣٢٧٦" من طريقين عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وأخرجه أحمد ٢/٤٩٥، وابن أبي شيبة ١١/٥١، ومسلم "٢٢٦٣" "٨" من طريقين عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وأخرجه مالك في "الموطأ" ٢/٩٥٦ عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. قال الإمام البغوي في "شرح السنة" ١٢/٢٠٣-٢٠٤: قوله: "جزء من النبوة": أراد تحقيق أمر من الرؤيا وتأكيده، وإنما كانت جزءا من النبوة في حق الأنبياء دون غيرهم، قال عبيد بن عمير: رؤيا الأنبياء وحي، وقرأ: {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ} . وقيل: معناه أنها جزء من أجزاء علم النبوة، وعلم النبوة باق، والنبوة غير باقية. أو أراد أنه كالنبوة في الحكم بالصحة، كما قال عليه الصلاة والسلام: "الهدي الصالح والسمت والصالح، والاقتصاد، جزء من خمسة وعشرين جزاء من النبوة" أي: هذه الخصال في الحسن والاستحباب كجزء من أجزاء فضائلهم، فاقتدوا فيها بهم، لا أنها حقيقة نبوة، لأن النبوة لا تتجزأ، ولا نبوة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "ذهبت النبوة، وبقيت المبشرات: الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له". قلت: حديث "الهدي الصالح ... " أخرجه أبو داود "٤٧٧٦"من حديث ابن عباس، وله شاهد يتقوى به من حديث عبد الله بن سرجس المزني عند الترمذي "٢٠١٠" وحسنه. وحديث "ذهبت النبوة وبقيت المبشرات ... " أخرجه البخاري "٦٩٩٠" من حديث أبي هريرة، وأخرجه مسلم "٤٧٩" من حديث ابن عباس. وانظر "التمهيد" ١/٢٧٦-٢٨٨.