للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ ابْنُ رُمْحٍ سَمِعْتُ اللَّيْثَ يَقُولُ هَذَا أَوَّلُ مَا لِمَالِكٍ عِنْدَنَا وَآخِرُهُ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ فِي قَوْلِ اللَّيْثِ هَذَا أَوَّلُ مَا لِمَالِكٍ عِنْدَنَا وَآخِرَهُ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْخَبَرَ الذي رواه قراد١ عن الليث عن


١ قراد: لقب، واسمه عبد الرحمن بن غزوان الخزاعي، ويقال: الضبي ترجمه المؤلف في "الثقات" ٨/٣٧٥، وهو ثقة له أفراد لا يتابع عليها كما
= قال الدارقطني. وخبر عائشة هذا ذكره أبو أحمد الحاكم في "الكنى" فقال: "أخبرني أبو جعفر محمد بن رشدين سألت أحمد بن صالح، عن حديث قراد، عن الليث، عن مالك، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن لي مماليك أضربهم، فقال أحمد: هذا باطل مما وضع الناس، وليس كل الناس يضبط هذه الأشياء، إنما روى هذا الليث أظنه قال: عن زياد بن العجلان منقطع. قيل لأحمد: روى ذلك الرجل يعني أحمد بن حنبل عن قراد، فقال: لم يكن يعرف حديث الليث-أي: ابن صالح- وإن كان له فضل وعلم.
وقال الدارقطني في "غرائب مالك": حدثنا أبو بكر النيسابوري، حدثنا العباس بن محمد، حدثنا أبو نوح عبد الرحمن بن غزوان قراد، حدثنا الليث بن سعد، عن مالك، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جلس بين يديه فقال: يا رسول الله إن لي مملوكين يكذبونني، ويخونونني، ويعصوني، وأضريهم وأسبهم، فكيف أنا منهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يحسب ما خانوك، وعصوك، وكذبوك، وعقابك إياهم، فإن كان دون ذنوبهم، كان فضلاً لك، وإن كان فوق ذنوبهم اقتص لهم منك، فجعل الرجل يبكي، فقال: أما تقرأ: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ} فقال: يا رسول الله: ما أجد خيراً من فراقهم، أشهدك أنهم أحرار.
قال الدارقطني: قال لنا أبو بكر: ليس هذا حديث مالك، وأخطأ فيه قراد، والصواب عن الليث ما حدثنا به بحر بن نصر من كتابه، حدثنا ابن وهب، أخبرني الليث، عن زياد بن عجلان، عن زياد مولى ابن عياش، قال: أتى رجل، فجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره، قال الدارقطني: لم يروه عن مالك عن الزهري غير قراد، عن الليث، وليس بمحفوظ، وساقه الدارقطني من عدة طرق غير هذه عن قراد كذلك.
وذكره الإمام الذهبي في "الميزان" ٢/٥٨١ ونسبه لمعجم أبي سعيد بن الأعرابي من طريق عباس الدوري، عن قراد، به.
والحديث في "مسند أحمد" ٦/٢٨٠، ٢٨١، والترمذي "٣١٦٥" من طريق قراد عبد الرحمن بن غزوان، عن الليث بن سعد، به.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن غزوان.
وأورده السيوطي في "الدر المنثور" ٤/٣١٩، وزاد نسبته لابن جرير في "تهذيبه" وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في "شعب الإيمان" وذكره ابن كثير في "تفسيره" ٥/٣٤٠، عن الإمام أحمد، وسكت عنه، ولم يبين العلة.
قلت: ولقراد حديث منكر غير هذا عند الترمذي "٣٦٢٤" من حديث أبي موسى الأشعري في قصة سفره صلى الله عليه وسلم إلى الشام مع عمه أبي طالب قبل النبوةن واجتماعه ببحيرا الراهب، وقد فصل القول في خبر سفره مع عمه أبي طالب إلى الشام مؤرخ الإسلام الإمام الذهبي في السيرة النبوية ص: ٢٧- ٢٨، فراجعه فإنه غاية في النفاسة. وانظر تهذيب التهذيب ٦/٢٤٩، وسير أعلام النبلاء: ٩/٥١٨ -٥١٩، والبداية والنهاية ٢/٢٨٥ لابن كثير

<<  <  ج: ص:  >  >>