قلت: أمّا متابعة ابن أخي الزهري، فوصلها ابن عدي في "الكامل" من طريق الدراوردي حدثنا محمد بن عبد الله بن مسلم بن أحمد الزهري عن عمِّه به، وأمَّا متابعة إسحاق الكلبي، فوصلها الزهري في "الزهريات" عن يحيى بن صالح الوحاظي حدثنا إسحاق، به. انظر "تغليق التعليق" ٤/٣٥-٣٦. وأخرجه عبد الرزاق (٢٠٦٠٤) ، والحميدي (١٠٤٧) ، وأحمد ٢/٢٦٩ و ٣٩٣ و ٤٤٩ و ٥٠٢، والبخاري (٥٠٨٢) في النكاح: باب إلى من ينكح وأي النساء خير، و (٥٣٦٥) في النفقات: باب حفظ المرأة زوجها في ذات يده والنفقة، ومسلم (٢٥٢٧) ، والبيهقي ٧/٢٩٣، والبغوي (٣٩٦٥) من طرق عن أبي هريرة. وهو في "صحيفة همام" برقم (١٣٠) . وأخرج ابن أبي شيبة ١٢/١٧٤، وعنه ابن أبي عاصم في "السنة" (١٥٣٣) عن يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خير نساءٍ ركبن الإبل نساء قريش، أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على بعل في ذات يده، ولو علمت أن مريم بنت عمران ركبت بعيراً لما فضلت عليها أحداً". وانظر ما بعده. وقوله: "نساء قريش خير نساء" وفي رواية البخاري، وإحدى روايات مسلم "صالح نساء قريش" فتقيد الرواية المطلقة هنا بها، فالمحكومُ له بالخيرية إنّما هو صالح نساء قريش لا غيرهنّ، قال القرطبي: ويعني بالصلاح هنا صلاح الدين وصلاح المخالطة للزوج وغيره كما دلّ عليه قوله "أحناه وأرعاه". "طرح التثريب" ٧/١٤. وقوله: "وأرعاه على زوج في ذات يده" أي: أحفظ له وأصون له في ماله وما يضاف إليه، والمراد حفظها مال الزوج، وحسن تدبيره في النفقة وغيرها، وصيانته عن أسباب التلف، وترك التبذير والإنفاق. قال الحافظ في "الفتح": وجاء الضمير في "أحناه" مذكراً وكان =