للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ رَهْطٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكُمْ» (١) ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَفَهِمْتُهَا، فَقُلْتُ: عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَهْلًا يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ: «قَدْ قُلْتُ: عَلَيْكُمْ» (٢) . [٥: ٤٧]


(١) قلت: جملة "فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: عَلَيْكُمْ" لم ترد عند عبد الرزاق، ولا عند من أخرج الحديث من طريقه. وفي موارد الحديث: "وعليكم" بزيادة واو.
قال الخطابي في "معالم السنن" ٤/١٥٤ عند شرحه لحديث ابن عمر: "إن اليهود إذا سلم عليكم أحدهم، فإنما يقولُ: السام عديكم، فقولوا: وعليكم". قال: هكذا يرويه عامة المحدثين "وعليكم" بالواو وكان سفيان بن عيينة يرويه "عليكم" بحذف الواو، وهو الصواب، وذلك أنه إذا حذف الواو وصار قولهم الذي قالوه بعينه مردوداً عليهم، وبإدخال الواو يقع الاشتراك معهم والدخول فيما قالوه، لأن الواو حرف العطف، والجمع بين الشيئين.
قلت: كلامه محتمل، لكن يرد عليه ما جاء في رواية ابن أبي مليكة عن عائشة عند البخاري: "رددت عليهم، فيستجاب لي فيهم ولا يستجاب لهم فيّ" وعند مسلم (٢١٦٦) من حديث جابر نحوه.
(٢) حديث صحيح، ابن أبي السري متابع، ومن فوقه ثقات على شرط الشيخين، وهو في "مصنف عبد الرزاق" (١٩٤٦٠) ، ومن طريقه أخرجه أحمد ٦/١٩٩، ومسلم (٢١٦٥) في السلام: باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام، والبيهقي في "السنن" ٩/٢٠٣، والبغوي (٣٣١٤) .
وأخرجه أحمد ٦/٣٧، والبخاري (٦٠٢٤) في الأدب: باب الرفق في الأمر كله، و (٦٢٥٦) في الاستئذان: باب كيف يرد على أهل الذمة السلام، و (٦٣٩٥) في الدعوات: باب الدعاء على المشركين، وفي " الأدب المفرد " (٤١٢) ، ومسلم، والترمذي (٢٧٠١) في الاستئذان: باب =

<<  <  ج: ص:  >  >>