وأخرجه البخاري (٣٦٦٣) في فضائل الصحابة: باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو كنت متخداً خليلاً" عن أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري، عن أبي سلمة، به. وانظر الحديث التالي. وقوله: "بيوم السباع" كذا جاء في الأصل و" التقاسيم "، ووقع عند غير المصنف: "السبع" بالإفراد. قال القاضي عياض في "مشارق الأنوار" ٢/٢٠٥: كذا رويناه بضم الباء، قال الحربي: ويروى بسكونها يريد السَّبْع، قرأ الحسن: {وما أكل السَّبْعُ} بالسكون. وقال النووي في "شرح مسلم" ١٥/١٥٦-١٥٧: روي "السَّبُع" بضم الباء وإسكانها، والأكثرون على الضم. قال ابن الأثير في "النهاية": وفيه: "إن ذئباً اختطف شاةً من الغنم أيام مبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فانتزعها الراعي منه، فقال الذئب: من لها يوم السَّبْع؟ قال ابن الأعرابي: السَّبْع بسكون الباء: الموضع الذي إليه يكون المحشر يوم القيامة، أراد من لها يوم القيامة. والسبع أيضأ: الذُّعْرُ، سَبَعْتُ فلاناً إذا ذعرته، وسَبَع الذئبُ الغنم إذا فرسها: أي من لها يوم الفزع، وقيل: هذا التأويل يفسد بقول الذئب في تمام الحديث: يوم لا راعي لها غيري، والذئب لا يكون راعياً لها يوم القيامة، وقيل: أراد من لها عند الفتن حين يتركها الناس هملاً لا راعي لها، نُهبةً للذئاب والسباع، فجعل السبُع لها راعياً إذ هو منفرد بها، ويكون حينئذٍ بضم الباء، وهذا إنذار بما يكون من الشدائد والفتن التي يهمل الناس فيها مواشيهم فتستمكن منها السباع بلا مانع، وقال أبو موسى بإسناده عن أبي عُبيدة: يوم السبْع عيد كان لهم في الجاهلية يشتغلون بعيدهم ولهوهم، وليس بالسَّبُع الذي يفترس الناس، قال: وأملاه أبو عامر العبْدَري الحافظ بضم الباء، وكان من العلم والإتقان بمكان. =