للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ" أَرَادَ بِهِ أَنِّي بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ بَيْنَنَا نَبِيٌّ آخَرُ، لِأَنِّي آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ وَعَلَى أمتي تقوم الساعة"١".


و"٣١٤٦" و"٣٢٦٣" من طرق عن شعبة، عن قتادة، به، عند مسلم وغيره: قال شعبة: وسمعت قتادة يقول في قصصه: كفضل إحداهما على الأخرى، فلا أدري أذكره عن أنس، أو قاله قتادة؟
وأخرجه أحمد ٣/١٩٣ و٢٨٣ من طريقين عن أبان بن يزيد العطار، عن قتادة، به.
وأخرجه مسلم "٢٩٥١" "١٣٥" من طريق معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن معبد – وهو ابن هلال العنزي - عن أنس.
وأخرجه أحمد ٣/٢٣٧ وفيه قصة، عن يعقوب، عن أبيه، عن ابن إسحاق، حدثني زياد بن أبي زياد مولى ابن عباس، عن أنس.
"١" وقال ابن التين: اختلف في معنى قوله: "كهاتين"، فقيل: كما بين السبابة والوسطى في الطول، وقيل: المعنى: ليس بينه وبينها نبي.
وقال القرطبي في التذكرة ٢/٦٢٦: معنى هذا الحديث تقريب أمر الساعة، ولا منافاة بينه وبين قوله في الحديث الآخر: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل"، فإن المراد بحديث الباب أنه ليس بينه وبين الساعة نبي كما ليس بين السبابة والوسطى أصبع أخرى، ولا يلزم من ذلك علم وقتها بعينه، لكن سياقه يفيد قربها، وأن أشراطها متتابعة، كما قال تعالى: {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} ، قال الضحاك: أول أشراطها بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، والحكمة في تقدم الأشراط إيقاظ الغافلين، وحثهم على التوبة والاستعداد.

<<  <  ج: ص:  >  >>