للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا هَلَكَ كِسْرَى، فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ" أَرَادَ بِهِ بِأَرْضِهِ وَهِيَ الْعِرَاقُ، وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ، فَلَا قَيْصَرُ بَعْدَهُ" يُرِيدُ بِهِ بِأَرْضِهِ وَهِيَ الشَّامُ، لَا أَنَّهُ لَا يَكُونُ كسرى بعده ولا قيصر"١". [٣: ٦٩]


"١" وهذا الذي انتهى إليه المؤلف سبقه إليه الإمام الشافعي رحمه الله نقله عنه الطحاوي في "مشكل الآثار" ١/٤٤٦ فيما حكاه المزني عنه، ونصه: قال الشافعي: كانت قريش تنتاب الشام انتيابا كثيرا، وكان كثر معاشهم منه، وتأتي العراق، فلما دخلت في الإسلام، ذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم خوفا من انقطاع معاشها بالتجارة من الشام والعراق، إذا فارقت الكفر ودخلت في الإسلام، مع خلاف ملك الشام والعراق لأهل الإسلام، فقال: "إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده"، فلم يكن بأرض العراق كسرى يثبت له أمر بعده، وقال: "إذا هلك قيصر، فلا قيصر بعده" فلم يكن بأرض الشام قيصر بعده، فأجابهم النبي عليه السلام على ما قالوا، فكان كما كان إلى اليوم، وقطع الله الأكاسرة عن العراق وفارس، وقيصر ومن قام بعده بالشام، وقال في قيصر: "يثبت ملكه ببلاد الروم، وينحى ملكه عن الشام.

<<  <  ج: ص:  >  >>