قال الحافظ في "اللسان" ٢/١٥٠: فحذف المؤلف "يعني الذهبي" قوله: "تمضي" وصحف "كادت" بـ "كاذب"، وما مراد ابن مهدي إلا: كادت تمضي علي زلة، وهذا يدل على جودة امتحان الحارث وحفظه، وعلى حفظ ابن مهدي وتثبته. قلت التحريف لم يقع للإمام الذهبي، وإنما جاء كذلك في "الضعفاء" ١/٢٢٠ للعقيلي، فنقله الذهبي عنه دون أن يتفطن له. وقد وقع تحريف قبيح مماثل لهذا في "الميزان" ٣/٤٥٩ في ترجمة أبي بشر الدولابي الحافظ صاحب كتاب "الأسماء والكنى" فقد جاء فيه: وقال حمزة السهمي: سألت الدارقطني عن الدولابي، فقال: "تكلموا فيه لما تبين من أمره الأخير" وصواب العبارة كما في "سؤالات السهمي" ص ١١٥ رق الترجمة "٨٢": "تكلموا فيه، وما تبين من أمره إلا خير" ويغلب على ظني أن هذا التحريف من النساخ، فإن الإمام الذهبي ذكر هذه الجملة على الصواب في كتابه "سير أعلام النبلاء" ١٤/٣١٠ في ترجمة الدولابي. قلت لم يتفطن إلى هذا التحريف الشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني في كتابه "التنكيل" ١/٥٠٨ فنقله كما هو، ووافقه على ذلك الشيخ ناصر الدين الألباني، وما كان يحسن بهما أن يروج عليهما مثل ذلك وهما هما، ولعل ذلك ناجم عن العصبية المفرطة ضد المردود عليه. وأخرجه مسلم "١٠٦٤" "١٤٩" في الزكاة: باب ذكر الخوارج وصفاتهم، عن محمد بن المثنى، عن ابن أبي عدي، عن سليمان –وهو ابن طرخان التيمي - بهذا الإسناد، وزاد في آخره: فضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلا، أو قال قولا "الرجل يرمي الرمية "أو قال الغرض" فينظر في النصل فلا يرى بصيرة، وينظر في النصل فلا يرى بصيرة، وينظر في الفوق فلا يرى بصيرة" قال أبو سعيد: وأنتم قتلتموهم يا أهل العراق. وقوله: "فلا يرى بصيرة" أي حجة، يعني شيئا من الدم يستدل به على إصابة الرمية. وانظر "٦٧٣٥".