وأخرجه مطولا الطبراني "١٢٧٤٠" عن إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي، عن هشام بن عمار، بهذا الإسناد. وأخرجه كذلك أحمد ١/٣١٧ - ٣١٨، عن هاشم بن القاسم، عن شيبان بن عبد الرحمن، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" ٧/١٠٤ ونسبه إلى أحمد والطبراني، وقال: وفيه عاصم ابن بهدلة، وثقه أحمد وغيره وهو سيء الحفظ، وبقية رجاله رجال الصحيح. وأخرجه الطبري في "تفسيره" ٢٥/٩٠ من طريق سفيان، عن عاصم بن أبي النجود، به، موقوفا على ابن عباس. وأخرجه أيضا موقوفا عليه ٢٥/٩٠ من طريق شعبة وقيس، عن عاصم، عن أبي رزين، عن ابن عباس. وأخرجه ٢٥/٩٠ من طريق ابن عطية، عن فضيل بن مرزوق، عن جابر، عن ابن عباس قوله. قلت: في هاء الكفاية في قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} قولان: أحدهما أنها ترجع إلى عيسى عليه السلام. والثاني: أنها ترجع إلى القرآن. ويقول ابن كثير: والصحيح أن الضمير عائد على عيسى عليه السلام، فإن السياق في ذكره، واستبعد القول الثاني، وقال: ثم المراد بذلك نزوله قبل يوم القيامة كما قال تبارك وتعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} أي قبل موت عيسى عليه السلام {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً} ، ثم قال: ويؤيد هذا المعنى القراءة الأخرى {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} أي: آية للساعة خروج عيسى ابن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة، قال: وهكذا روي عن أبي هريرة وابن عباس وأبي العالية وأبي مالك، وعكرمة، والحسن، وقتادة، والضحاك، وغيرهم، قال: وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخبر بنزول عيسى بن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة إماما عادلا وحكما مقسطا. قلت: والقراءة الأخرى التي ذكرها ابن كثير: هي بفتح العين واللام، وهي قراءة ابن عباس، وأبي رزين، وأبي عبد الرحمن، وقتادة، وقتادة، وحميد، وابن محيصن كما في "زاد المسير" ٧/٣٢٥، وقرأ الجمهور {لَعِلْمٌ} بفتح العين وكسر العين. قال ابن قتيبة: من قرأ بكسر العين. فالمعنى أنه يعلم به قرب الساعة، ومن فتح العين واللام فإنه بمعنى العلامة والدليل.