وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات، رجال الشيخين، غير أحمد بن الفرج،
فهو ضعيف من قبل حفظه، غير متهم في صدقه، قال ابن عدي: " لا يحتج به، هو
وسط ". وقال ابن أبي حاتم: " محله الصدق ".
قلت: فمثله يستشهد به ولا يحتج به، خصوصا فيما خالف فيه الثقات كقوله في هذا
الإسناد: " عن أبيه عن جده عن عمر " فهو من أخطائه، لا ممن فوقه، فإنهم ثقات
والصواب: " عن أبيه عن عمرة عن عائشة " كما تقدم في رواية الجماعة.
وعلى كل حال فاتفاق هؤلاء الأربعة على رواية هذا الحديث عن محمد بن أبي بكر
دليل قاطع على أن له أصلا عنه لأنه يبعد عادة تواطؤهم على الخطأ، فإذا اختلفوا
عليه، فالعبرة بما عليه رواية الجماعة وقد عرفتها. وقد تابعهم عبد العزيز
بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب. عند الطحاوي (٣ / ١٢٩) .
وعبد العزيز هذا ثقة، وكذلك من دونه، فهو إسناد صحيح.
وقد وجدت له طريقا أخرى عن عائشة رضي الله عنها، فقال الطبراني في " المعجم
الأوسط " (١ / ١٨٥ / ١) : أنبأنا محمد بن عبد الله الحضرمي: أنبأنا إسحاق بن
زيد الخطابي أنبأنا محمد بن سليمان بن (أبي) داود أنبأنا المثنى أبو حاتم
العطار: أنبأنا عبيد الله بن عيزار عن القاسم بن محمد عنها أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: فذكره دون الزيادة. وقال: " لم يروه عن عبيد الله إلا
المثنى، ولا عنه إلا محمد، وريحان بن سعيد ".
قلت: وهذا إسناد ضعيف المثنى هذا وهو ابن بكر البصري قال العقيلي (ص ٤٢٩)
: " لا يتابع على حديثه ".