" مر بي جعفر بن أبي طالب الليلة في ملأ من
الملائكة له جناحان مضرجان بالدماء، أبيض القوادم ". وإسناده صحيح إلى ابن
المختار ولكنه معضل، فإن ابن المختار من أتباع التابعين، وقد ذكره الحافظ
من حديث أبي هريرة بهذا اللفظ دون قوله: " أبيض القوادم " وقال: " أخرجه
الترمذي والحاكم بإسناد على شرط مسلم ". ولم أره عندهما إلا باللفظ المذكور
أعلاه عن أبي هريرة. والله أعلم. ثم رأيته عند الحاكم (٣ / ٢١٢) من طريق
حماد بن سلمة عن عبد الله بن المختار عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا
بلفظ: " مر جعفر الليلة في ملأ من الملائكة وهو مخضب الجناحين بالدم أبيض
الفؤاد " وقال: " صحيح على شرط مسلم " ووافقه الذهبي. وهو كما قالا.
٥ - وأخرج ابن سعد (٢ / ١٢٩) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن
سالم بن أبي الجعد عن أبي اليسر عن أبي عامر مرفوعا في حديث. ورجاله ثقات إلا
أن ابن أبي ليلى سيىء الحفظ، فحديثه جيد في الشواهد.
٦ - عن البراء بن عازب قال: لما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل جعفر،
داخله من ذلك، فأتاه جبريل فقال: " إن الله جعل لجعفر جناحين مضرجين بالدم
يطير بهما مع الملائكة ". أخرجه الحاكم (٣ / ٤٠) من طريق عمرو بن عبد الغفار
حدثنا الأعمش عن عدي بن ثابت عن البراء، وقال: " هذا حديث له طرق عن البراء
". وتعقبه الذهبي فقال: " قلت: كلها ضعيفة عن البراء ".
قلت: فيما تقدم كفاية، وعلة هذه عمرو هذا، فإنه متروك الحديث.