أخرجه الترمذي (٢ / ٣٧٧ / ٣٧٨
) وأحمد (٣ / ٤٢٢) والبزار (ص ٢٩٨ - زوائده) والبيهقي في " الشعب " (١
/ ٣٦٨) من طريق وهب ابن جرير حدثنا أبي قال: سمعت منصور بن زاذان عن ميمون بن
أبي شبيب عن قيس بن سعد به. وقال الترمذي: " حديث حسن صحيح غريب ".
قلت: وهو كما قال، وقد أعل بالانقطاع كما يأتي، وقال الهيثمي في " مجمع
الزوائد " (١٠ / ٩٨) : " رواه البزار ورجاله رجال الصحيح، غير ميمون بن أبي
شبيب وهو ثقة ".
قلت: وتعقبه الحافظ في " زوائد البزار " بقوله: " قلت: لكن لم يسمع من قيس
". وأقول: لا أدري من أين جاء الحافظ بهذا النفي الجازم، مع أنه ذكر في
" التهذيب " أنه روى عن معاذ بن جبل وعمر وعلي وأبي ذر والمقداد وابن
مسعود والمغيرة بن شعبة وعائشة وغيرهم. وتاريخ وفاته لا ينفي سماعه، فإنه
مات سنة (٨٣) ، وتوفي قيس بن سعد سنة (٦٠) ، وقول أبي داود: " لم يدرك
عائشة " بعيد عندي، كيف وهي قد توفيت سنة (٥٧) ، فبين وفاتيهما ست وعشرون
سنة فقط، فهو قد أدركها قطعا، نعم لا يلزم من الإدراك ثبوت سماعه منها، فهذا
شيء آخر، ويؤيد ما ذكرت أن الحافظ نفسه قد ذكره في " التقريب " في الطبقة
الثالثة، وهي الطبقة الوسطى من التابعين الذين رووا عن الصحابة كالحسن البصري
وابن سيرين. والله أعلم.
(تنبيه) لقد خفي على الهيثمي ثم ابن حجر العسقلاني كون حديث قيس في " سنن
الترمذي " فأورده الأول في " مجمع الزوائد " وهو الحافظ في " زوائد البزار "!
وكذلك خفي على المنذري فلم يعزه للترمذي، بل قال (٢ / ٢٥٦) : " رواه
الحاكم وقال: صحيح على شرطهما ".