الغفاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره بزيادة (والنصارى
) . قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن البخاري روى لعبد
الحميد بن جعفر تعليقا. لكني أرى أن ذكر (النصارى) في هذا الحديث خطأ لعله
من بعض الناسخين، فإن الإمام أحمد قد رواه في " المسند " (٦ / ٣٩٨) بإسناد
الفسوي دون هذه اللفظة، وسياقه هكذا: قال: قال لهم يوما: " إني راكب إلى
يهود، فمن انطلق معي، فإن سلموا عليكم، فقولوا: وعليكم ". وزاد: "
فانطلقنا، فلما جئناهم سلموا علينا، فقلنا: وعليكم ". وهكذا رواه
الطبراني في " الكبير " (٢ / ٣١١ / ٢١٦٢) : حدثنا أبو مسلم الكشي حدثنا أبو
عاصم به. وتابعه محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب به. أخرجه أحمد
والطبراني والبخاري في " الأدب المفرد " (١١٠٢) وابن أبي شيبة في " المصنف "
(٨ / ٦٣٠) وكذا ابن ماجة (٣٧٤٣ - تحقيق الأعظمي) لكنهم جعلوه من مسند أبي
عبد الرحمن الجهني! وهو شاذ من أوهام ابن إسحاق عندي، وأعله البوصيري في "
الزوائد " (٢٢٣ / ١) بتدليس ابن إسحاق، وخفي عليه أنه قد صرح بالتحديث عند
أحمد (٤ / ٢٣٣) فى إحدى روايته مع أنه قد عزاه إليه! فالعلة ما ذكرته من
الشذوذ لمخالفته لرواية أبي عاصم - وهو الضحاك بن مخلد النبيل - عن عبد الحميد
ابن جعفر. وتابعه وكيع عنه. رواه أحمد وابن أبي شيبة.