وتابع عبد الحميد
أبو أسامة حماد بن أسامة عند النسائي في " عمل اليوم والليلة " (٣٠٥ / ٣٨٨)
. وتابعه ابن لهيعة عند النسائي أيضا وأحمد والطبراني. قلت: فهذه
المتابعات لعبد الحميد تؤكد شذوذ ابن إسحاق في جعله الحديث من مسند أبي عبد
الرحمن الجهني، ولاسيما وقد وافقهم في رواية البخاري ومن ذكره قبله. كما
تؤكد شذوذ النصارى في هذا الحديث، وإن جاء هذا اللفظ في حديث ابن عمر أيضا
عند النسائي (٣٧٩) ، فإنه شاذ أيضا لمخالفته للرواية الأخرى عنده (٣٨٠)
أيضا، وهي في " الصحيحين " وابن حبان (٥٠٢ - الإحسان) دونها. والحديث
قال الهيثمي (٨ / ٤١) : رواه أحمد والطبراني في " الكبير "، وزاد: " فلما
جئناهم سلموا علينا، فقلنا: وعليكم "، وأحد إسنادي أحمد والطبراني رجاله
(رجال الصحيح) ". ولي عليه ملاحظتان:
الأولى: أن زيادة الطبراني هي عند أحمد أيضا!
والأخرى: أنه كان عليه أن يخرج رواية ابن إسحاق.. عن أبي عبد الرحمن الجهني
، فإنها على شرطه، لورودها عند أحمد كما تقدم، وكذا عند الطبراني (٢٢ / ٣٩٠
/ ٧٤٣) وأن يبين شذوذها وأنه لا يقويها متابعة إسحاق بن عبد الله بن أبي
فروة عند الطبراني أيضا (٧٤٤) لأنه - أعني إسحاق - متروك كما قال الحافظ في "
التقريب ". وقد كنت خرجت الحديث في " إرواء الغليل " (٥ / ١١٢ - ١١٣) بأخصر
مما هنا نحوه، وفيه فوائد لم تذكر هنا، فمن ابتغاها فيرجع إليه. واعلم أن
عدم ثبوت لفظه (النصارى) لا يعني جواز ابتدائهم بالسلام لأنه قد صح النهي عن
ذلك في غيرما حديث صحيح، وفي بعضها اللفظ المذكور، كما صح قوله