٢ - وأما حديث تميم فيرويه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وقد اختلف عليه
على وجوه: الأول: قال أبو بدر: حدثنا عبد العزيز قال: أخبرني من لا أتهم عن
تميم الداري قال: " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل من أهل الكفر
يسلم على يدي الرجل من المسلمين، ما السنة فيه؟ قال: من أولى الناس بمحياه
ومماته ". أخرجه أبو عمرو بن السماك في " حديثه " (٢ / ٢٥ / ١) وعنه البيهقي
(١٠ / ٢٩٦) . قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات لولا الرجل الذي لم يسم،
وإن كان ثقة غير متهم عند الراوي عنه عبد العزيز بن عمر لأن مثل هذا التوثيق غير
مقبول عند الجمهور ما دام أنه لم يسم الراوي الموثق، لكنه قد سمي في بعض
الروايات الآتية، فظهر أنه ثقة، وبذلك يثبت الحديث، والحمد لله.
الثاني: قال: يحيى بن حمزة: حدثني عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال:
سمعت عبد الله بن موهب يحدث عمر بن عبد العزيز عن قبيصة بن ذؤيب عن تميم به.
أخرجه أبو داود (٢ / ٢٠) والحاكم (٢ / ٢١٩) والبيهقي (١٠ / ٢٩٦، ٢٩٧)
والطبراني في " الكبير " (١٢٧٣) من طرق عن يحيى به. قلت: وهذا إسناد حسن
، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن موهب - وقيل: ابن وهب،
والصواب الأول - وهو ثقة كما في " التقريب " غير أن عبد العزيز بن عمر بن عبد
العزيز، مع كونه من رجالهما، فقد تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه، فقال الذهبي
في " المغني ": " وثقه جماعة، وضعفه أبو مسهر ".