فيأخذه، فيقبله، ثم
يرجع، (قال عمرو) : فلما توفي إبراهيم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(فذكره) . وبهذا الإسناد أخرجه ابن سعد في " الطبقات " (١ / ١٣٦ و ١٣٩)
مفرقا في موضعين، مصرحا بأن الحديث من قول عمرو مرفوعا، لم يسنده إلى أنس.
وكذلك أخرجه الإمام مسلم في " صحيحه " (٧ / ٧٦ - ٧٧) من طريق زهير وابن نمير
عن إسماعيل - وهو ابن علية - به، في سياق واحد كسياق أحمد. وكذلك رواه أبو
يعلى (٤١٩٥ و ٤١٩٦) . وأخرجه ابن حبان في " صحيحه " (٩ / ٥١ / ٦٩١١) من
طريقين آخرين به، لكن لم يذكر: " قال عمرو "، فجعل الحديث كله من مسند أنس،
وهو شاذ مخالف لرواية الجماعة. وعمرو بن سعيد هو أبو سعيد البصري. وتابعه
وهيب عن أيوب به دون قول عمرو: " فلما توفي إبراهيم ... ". إلخ. أخرجه أبو
يعلى (٤١٩٧) . قلت: فهذا يؤكد أن حديث الترجمة مرسل، ليس من مسند أنس،
ويزيده تأكيدا أن ثابتا لم يذكره أيضا في حديثه عن أنس، كما رواه سليمان بن
المغيرة عنه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ولد لي الليلة
غلام، فسميته باسم أبي: إبراهيم ". ثم دفعه إلى أم سيف، امرأة قين يقال له
: أبو سيف، فانطلق يأتيه واتبعته، فانتهينا إلى أبي سيف وهو ينفخ في كيره،
قد امتلأ البيت دخانا، فأسرعت المشي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقلت: يا أبا سيف! أمسك، جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمسك، فدعا
النبي صلى الله عليه وسلم بالصبي، فضمه إليه، وقال ما شاء الله أن يقول ...
الحديث.