منكم لنا، وفرقا منكم، فأما إذ قدم محمد فلا
نعطيكم ذلك، فكادت الحرب تهيج بينهما، ثم ارتضوا على أن يجعلوا رسول الله
صلى الله عليه وسلم بينهما، ثم ذكرت (العزيزة) فقالت: والله ما محمد
بمعطيكم منهم ضعف ما يعطيهم منكم، ولقد صدقوا، ما أعطونا هذا إلا ضيما منا
وقهرا لهم، فدسوا إلى محمد من يخبر لكم رأيه، إن أعطاكم ما تريدون حكمتموه
وإن لم يعطكم حذرتم فلم تحكموه. فدسوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ناسا
من المنافقين ليخبروا لهم رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما جاء رسول
الله صلى الله عليه وسلم أخبر الله رسوله بأمرهم كله وما أرادوا، فأنزل الله
عز وجل: * (يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا:
آمنا) * إلى قوله: * (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) *، ثم
قال: فيهما والله نزلت، وإياهما عنى الله عز وجل ".
أخرجه أحمد (١ / ٢٤٦) والطبراني في " المعجم الكبير " (٣ / ٩٥ / ١) من
طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن
مسعود عن ابن عباس قال: فذكره. وعزاه السيوطي في " الدر المنثور " (٢ /
٢٨١) لأبي داود أيضا وابن جرير وابن المنذر وأبي الشيخ وابن مردويه عن ابن
عباس، وهو عند ابن جرير في " التفسير " (١٢٠٣٧ ج ١٠ / ٣٥٢) من هذا الوجه،
لكنه لم يذكر في إسناده ابن عباس. وعند أبي داود (٣٥٧٦) نزول الآيات الثلاث
في اليهود خاصة في قريظة والنضير. فقط خلافا لما يوهمه قول ابن كثير في "
التفسير " (٦ / ١٦٠) بعد ما ساق رواية أحمد هذه المطولة: " ورواه أبو داود
من حديث ابن أبي الزناد عن أبيه نحوه "!