قلت: لم أره في " صغرى النسائي " فلعله في "
الكبرى " له، وفي توثيق رجال الطبراني نظر يأتي بيانه. وكذا في قوله: "
إسناده صحيح "، إذا كان إسناده من الوجه المذكور، فقد أعله أبو داود عقب
إخراجه إياه بالانقطاع، فقال: " سالم لم يسمع من شرحبيل، مات شرحبيل بـ (
صفين) ". ثم رأيته في " كبرى النسائي " (٣ / ١٧٠ / ٤٨٨٣) من هذا الوجه.
وقد نقل الحافظ في " التهذيب " وفاته بصفين عن أبي داود، لكنه ذكر قبيله عن
صاحب " تاريخ حمص " أنه توفي بـ (سلمية) سنة (٣٦) . وعن يزيد بن عبد ربه:
أنه مات سنة (٤٠) وهذا أكثر ما قيل في وفاته، وهو الذي اعتمده ابن الأثير
في " أسد الغابة " فلم يذكر غيره. وإذا كان كذلك، وكان معلوما أن عليا رضي
الله عنه توفي سنة (٤٠) أيضا، فإنه يؤيد الانقطاع الذي قاله أبو داود ما
نقله الحافظ أيضا في ترجمة سالم بن أبي الجعد عن أبي زرعة أنه قال: " سالم بن
أبي الجعد عن عمر، وعثمان، وعلي، مرسل ". وكذلك يؤيده ما نقله عن أبي
حاتم أنه قال: " سالم لم يدرك ثوبان ". مع أن ثوبان تأخرت وفاته إلى سنة (٥٤
) . وبالجملة فالإسناد منقطع، فتصحيح الحافظ له هفوة منه، عفا الله عنا
وعنه. هذا، وقد تابع شعبة الأعمش، فقال أحمد (٤ / ٢٣٥) : حدثنا أبو معاوية
: حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة به، إلا أنه لم يذكر الفقرة الثالثة من حديث
الترجمة. وكذلك أخرجه ابن ماجه (٢٥٢٢) والطحاوي (١ / ٣١١) من طريق أخرى
عن أبي معاوية. وقد تابعه سليم بن عامر عن شرحبيل بالفقرة الأولى، وقد سبق
تخريجه برقم (١٧٥٦) وأخرجه النسائي (٤٨٨٥) .