للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

المتقدمة، وهي

أن هذا النص كان من جملة ما يتلى في زمنه صلى الله عليه وسلم، ثم رفع ونسخ،

وبه أيد الحافظ الاحتمال الذي سبق أن رجحته في تفسير قول أبي المتقدم تحت

الحديث (٢٩٠٧) : " نرى "، فقال: (١١ / ٢٥٨) : " فهو مما نسخت تلاوته جزما

، وإن كان حكمه مستمرا ". قال: " ويؤيد هذا الاحتمال ما أخرج أبو عبيد في "

فضائل القرآن " من حديث أبي موسى قال: قرأت سورة نحو * (براءة) *، وحفظت

منها: " لو أن لابن آدم.. " (الحديث) ، ومن حديث جابر: " كنا نقرأ: لو

أن لابن آدم ملء واد مالا، لأحب إليه مثله " الحديث ". قلت: ولم أر حديث

جابر هذا في نسخة " الفضائل " المطبوعة في لبنان عن نسخة مخطوطة سيئة بتحقيق

وهبي الغاوجي، وهو خال من أي تحقيق علمي يذكر! فإذا ثبت حديث جابر هذا فليضم

إلى الأحاديث الخمسة المتقدمة. وجملة القول: أن هذه الأحاديث عن هؤلاء

الصحابة الخمسة تلقي اليقين في النفس أن النص المذكور فيها كان قرآنا يتلى،

حتى في الصلاة، ثم رفع. وقد جهل هذه الحقيقة ذاك المعلق في " مسند أبي يعلى

" (٤ / ٤٤٨) على قول ابن عباس الذي تردد فيه بين أن يكون قرآنا أو لا؟ فقال

: " أقول: وقول ابن عباس وحديث أبي دفعا عشاق الناسخ والمنسوخ إلى أن

يقولوا: إن هذا الحديث كان قرآنا، ثم نسخ بسورة التكاثر، يقولون هذا مع

علمهم أن القرآن لا يثبت إلا بطريق التواتر.. " إلخ كلامه. ومن الواضح أنه

لا يفرق بين القرآن المثبت بين الدفتين الذي يشترط فيه التواتر الذي ذكر،

وبين منسوخ التلاوة كهذا الذي نحن في صدد الكلام حوله،

<<  <  ج: ص:  >  >>