" لا يروى عن ابن الزبير إلا بهذا الإسناد تفرد به حرملة ".
قلت: وهو ثقة من رجال مسلم، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين، ومحمد بن نصر
هو ابن حميد الوازع البزار، وسماه غير الطبراني أحمد كما ذكر الخطيب
(ج ٣ ترجمته ١٤١١، وج ٥ ترجمته ٢٦٢٥) وقال: وكان ثقة.
والحديث قال الهيثمي (٢ / ٩٦) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " ورجاله رجال الصحيح ".
قلت: فالسند صحيح إن كان ابن جريج سمعه من عطاء فقد كان مدلسا وقد عنعنه،
ولكن قوله في آخر الحديث: " وقد رأيت عطاء يصنع ذلك " مما يشعر أنه تلقى ذلك
عنه مباشرة، لأنه يبعد جدا أن يكون سمعه عنه بالواسطة ثم يراه يعمل بما حدث به
عنه، ثم لا يسأله عن الحديث ولا يعلو به. هذا بعيد جدا، فالصواب أن الإسناد
صحيح.
والحديث أخرجه الحاكم (١ / ٢١٤) وعنه البيهقي (٣ / ١٠٦) من طريق سعيد
بن الحكم بن أبي مريم أخبرني عبد الله بن وهب به.
وقال الحاكم:
" صحيح على شرط الشيخين ". ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
ومما يشهد لصحته عمل الصحابة به من بعد النبي صلى الله عليه وسلم، منهم
أبو بكر الصديق، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود.
١ - روى البيهقي (٢ / ٩٠) عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام،