وخالفهم الوليد فقال: أخبرنا معاوية بن سلام عن أبي سلام
الأسود به. فلم يذكر بينهما زيد بن سلام. أخرجه ابن عساكر أيضا. ولا ضير من
هذه المخالفة لأن الوليد - وهو ابن مسلم - معروف بأنه كان يدلس تدليس التسوية
، فمن المحتمل أن يكون إسقاطه إياه من بينهما من تدليسه. ويحتمل أنه لم يحفظه
، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ، ولاسيما والمخالفون له ثلاثة ثقات. وقد
توبع معاوية بن سلام، فقال الطيالسي في " مسنده " (٢٦٣ / ١٩٥٢ و ٣٥٧ / ٢٧٣٥)
: حدثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير، أن أبا سلام حدث أن الحكم بن ميناء حدث أن
عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس حدثا أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول على أعواد منبره: فذكره. ومن هذا الوجه أخرجه ابن أبي شيبة في "
المصنف " (٢ / ١٥٤) وأحمد (١ / ٢٣٩ و ٣٣٥ و ٢ / ٨٤) وابن عساكر (٥ / ٢٣٠
) وكذا أبو يعلى (١٠ / ١١٠ - ١١١) وعنه ابن حبان (٤ / ١٩٧ - ١٩٨) . وهذا
إسناد رجاله ثقات، رجال مسلم، لكن ظاهره الانقطاع بين يحيى بن أبي كثير وأبي
سلام، واسمه ممطور. وقد أدخل بعضهم بينهما زيد بن سلام، فقال أحمد (١ /
٢٥٤) : حدثنا عفان حدثنا أبان العطار حدثنا يحيى بن أبي كثير عن زيد عن أبي
سلام عن الحكم بن ميناء به. وهذا إسناد ظاهره الاتصال، لكن أخرجه ابن عساكر
من طريق أحمد بإسناده المذكور، لكنه قال: ".. عن زيد بن سلام عن الحكم.. "
، فانقطع بين زيد والحكم!