وكذلك أخرجه ابن عساكر من طريق أبي يعلى بسنده عن
عفان به. وهكذا هو في " مسند أبي يعلى " (١٠ / ١٤٣ - ١٤٤) ، لكن وقع فيه:
" زيد أبي سلام "! وهذا خطأ بلا شك، لأن زيدا لا يعرف بهذه الكنية: " أبي
سلام "، وإنما هي كنية جده ممطور كما تقدم، فلا أدري إذا كان الصواب ما في
رواية ابن عساكر عن أبي يعلى: " زيد بن سلام "، أم ما في " مسند أحمد ": "
زيد عن أبي سلام "؟ والكل محتمل. والله أعلم بالصواب، فالإسناد جد مضطرب
من رواية هشام - وهو الدستوائي -، وقد بين ذلك الحافظ ابن عساكر، والمعتمد
رواية معاوية بن سلام كما يأتي. ومن ذلك ما رواه النسائي (١ / ٢٠٢)
والطحاوي أيضا، والبيهقي (٣ / ١٧١ - ١٧٢) من طرق أخرى عن أبان العطار عن
يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن الحضرمي بن لاحق عن الحكم بن ميناء به.
وثمة بعض الوجوه الأخرى من الاختلاف على يحيى بن أبي كثير، من الصعب المراجحة
بينها، ومن شاء الوقوف عليها رجع إلى ابن عساكر، و " مصنف عبد الرزاق " (٣
/ ١٦٦ / ٥١٦٨) وهي مع ذلك تدل على أن للحديث أصلا أصيلا عن الحكم بن ميناء
تقوي رواية معاوية بن سلام المذكورة في أول التخريج، وعليها اعتمد مسلم،
ورجحها البيهقي، فقال عقب رواية أبان وهشام المتقدمتين: " ورواية معاوية بن
سلام عن أخيه زيد أولى أن تكون محفوظة. والله أعلم ". وقد وجدت لحديث ابن
عمر طريقا أخرى، يرويه فرج بن فضالة عن يحيى بن سعيد عن نافع عنه قال: سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على هذا المنبر وهو يقول: فذكره. أخرجه أبو
نعيم في " أخبار أصبهان " (٢ / ٢١٣) . وفرج بن فضالة ضعيف.