وابن عدي في "الكامل "(٥/١٨٧٩) ، ومن طريقه: البيهقي في "شعب الإيمان "(٦/٥٢٠/٩١٣٦) ، وكذا النسائي في "فضائل الصحابة"(٢٤٠) من طرق عن عاصم بن سويد بن يزيد بن جارية الأنصاري قال: ثنا يحيى بن سعيد عن أنس ابن مالك قال:
أتى أسيد بن الحضير النقيب الأشهلي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكلمه في أهل بيت من بني ظَفَر عامتهم نساء، فقسم لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من شيء قسمه بين الناس، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"تركتنا يا أسيد! حتى ذهب ما في أيدينا، فإذا سمعت بطعام قد أتاني؛ فأتني فاذكر لي أهل ذلك البيت، أو اذكر لي ذاك ".
فمكث ما شاء الله، ثم أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعام من خيبر: شعير وتمر، فقسم النبي - صلى الله عليه وسلم - في الناس، قال: ثم قسم في الأنصار فأجزل، قال: ثم قسم في أهل ذلك البيت فأجزل، فقال له أسيد شاكراً له: جزاك الله أي رسول الله! أطيب الجزاء- أو خيراً؛ يشك عاصم- قال: فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - ... فذكره. وقال الحاكم:
"صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي.
وأقول: هو كما قالا، فإن عاصماً هذا قال فيه أبو حاتم:
"شيخ محله الصدق ".
وذكره ابن حبان في "الثقات "(٧/٢٥٩) ، وروى عنه جمع من الثقات؛ منهم محمد بن الصباح وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي وعلي بن حجر، وثلاثتهم رووا الحديث هذا عنه، ويعقوب بن محمد الزهري كما في "التهذيب "، وأبو مصعب؛ هو أحمد بن أبي بكر الزهري المدني كما في "الجرح "، وعليه؛ فقول ابن معين فيه: