"رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير كثير بن أبي كثير، وهو ثقة".
وقد عمل بالحديث راويه قتادة - رحمه الله -، فروى عبد الرزاق في "المصنف "(١١/٢٥) عن معمر عنه قال:
"يكره أن يجلس الإنسان بعضه في الظل، وبعضه في الشمس ".
وروى قبله عن معمر أيضاً عن محمد بن المنكدر عن أبي هريرة قال:
" إذا كان أحدكم في الفيء، فقلص عنه؛ فليقم؛ فإنه مجلس الشيطان ". وتابعه عبد الوارث: ثنا محمد بن المنكدر به؛ لكن رفعه. رواه أحمد (٢/٣٨٣) .
وهذا الموقوف والمرفوع رجاله ثقات.
وخالفه سفيان في إسناده فقال: عن محمد بن المنكدر قال: حدثني من سمع أبا هريرة يقول: قال أبو القاسم ( ... فذكره مرفوعاً نحوه بلفظ:
" إذا كان أحدكم في الشمس (وفي رواية: في الفيء) ، فقلص عنه الظل، وصار بعضه في الشمس وبعضه في الظل؛ فليقم ".
أخرجه أبو داود (٤٨٢١) ؛ ومن طريقه: البيهقي (٣/٢٣٦) .
قلت: ولعل رواية سفيان هذه أصح وصلاً ورفعاً، أما الوصل؛ فلأن ابن المنكدر لم يسمع من أبي هريرة كما ذكروا في ترجمته. وأما الرفع؛ فلرواية أبي عياض المتقدمة عن أبي هريرة، ولعل أبا عياض هذا هو الواسطة بين ابن المنكدر وأبي هريرة.
وخالفهم جميعاً إسماعيل بن مسلم فقال: عن محمد بن المنكدر عن جابر: