الفقهاء، ومن الممكن أن يكون ابن جريج سمعه من عطاء مرفوعا
رواه له سليمان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مسند ".
قلت: والحق أن هذا الإسناد صحيح، لأن أبا كامل ثقة، حافظ، احتج به مسلم،
فزيادته مقبولة، إلا أن ابن جريج مدلس وقد عنعنه. فإن كان سمعه من سليمان
فلا محيد من القول بصحته، وقد صرح بالتحديث في رواية له من الوجه المرسل عند
الدارقطني، لكن في الطريق إليه العباس بن يزيد وهو البحراني، وهو ثقة،
ولكن ضعفه بعضهم، ووصف بأنه يخطىء، فلا تطمئن النفس لزيادته لاسيما
والطريق كلها عن ابن جريج معنعنة، ثم رأيت الزيلعي نقل في " نصب الراية "
(١ / ١٩) ، عن ابن القطان أنه قال: " إسناده صحيح لاتصاله وثقة رواته ".
ثم رد على الدارقطني بنحو ما فعل ابن الجوزي، وتبعه عبد الحق على ذلك كما في
" تنقيح التحقيق " لابن عبد الهادي (٢٤١ / ١) .
ثم رأيت في ترجمة ابن جريج من " التهذيب " أنه قال: " إذا قلت: قال عطاء:
فأنا سمعته منه، وإن لم أقل: سمعت "، فهذه فائدة هامة، ولكن ابن جريج لم
يقل هنا: " قال عطاء "، وإنما قال: " عن عطاء ". فهل حكمهما واحد، أم
يختلف؟ الظاهر عندي الأول. والله أعلم.
وله طريق آخر عن عطاء رواه القاسم بن غصن عن إسماعيل بن مسلم عنه.
رواه الخطيب في " التاريخ " (٦ / ٣٨٤) ، والدارقطني وقال: " إسماعيل
بن مسلم ضعيف، والقاسم بن غصن مثله، خالفه علي بن هاشم فرواه عن إسماعيل
بن مسلم المكي، عن عطاء، عن أبي هريرة، ولا يصح أيضا ".
وتابعه جابر الجعفي عن عطاء عن ابن عباس.