للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ١ وَإِنَّهُ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ٢ عَنْ دِينِهِمْ وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ فَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سلطان وَإِنَّ اللَّهَ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ غَيْرَ بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لِأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ وَأُنْزِلَ عَلَيْكَ كِتَابًا لَا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ٣ تَقْرَؤُهُ يَقْظَانَ وَنَائِمًا وَإِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا أَمَرَنِي أَنْ أُخْبِرَ٤ قُرَيْشًا فَقُلْتُ إِذًا يَثْلَغُوا رأسي٥ فيتركوه خبزة قال


١ أي: مسلمين، وهذا من أبين الأدلة على أن الخلق جميعاً مفطورون على الإسلام، كما قال الحق تبارك وتعالى: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} وقد اتفق أهل العلم بالتأويل على أن المراد بقوله تعالى: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} الإسلام. وانظر "زاد الميسر" ٦/٣٠٠، ٣٠٢ وتعليقاً عليه.
٢ أي استخَفَّتْهم، فجالوا معهم في الضلال. يقال: جال واجتال: إذا ذهب وجاء، ومنه الجَوَلان في الحرب، واجتال الشيء إذا ذهب به وساقه.
والجائل: الزائل عن مكانه. وروى بالحاء المهملة. قاله ابن الأثير في "النهاية".
٣ أي: هو محفوظ في الصدور، لا يتطرق إليه الذهاب، بل ينقى على مر الأزمان.
٤ وفي رواية للطبراني "٩٩٥" "إن الله أمرني أن آتي قريشاً" وفيه أيضاً "٩٩٧": "وأمرني أن آتيهم فأبين لهم الذي جعلهم عليه" وله رواية لثالثة "٩٩٢": "وإن الله أوحى إليّ أن أغزو قريشاً" ولمسلم والطيالسي والمصنف: "وإن الله أمرني أن أحرق قريشاً".
٥ الثلغ: الشدخ، وقيل: هو ضربك الشيء الرطب بالشيء اليابس حتى ينشدخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>