للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[البقرة: ٢٣٨] فأمرنا حينئذ بالسكوت١


١ إسناده صحيح على شرطهما. أبو عمرو الشيباني: اسمه سعد بن إياس، وعبد الله: هو ابن المبارك.
وأخرجه أحمد ٤/٣٦٨، ومسلم "٥٣٩" في المساجد: باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحة، وأبو داود "٩٤٩" في الصلاة: باب النهي عن الكلام في الصلاة، والترمذي "٤٠٥" في الصلاة: باب ما جاء في نسخ الكلام في الصلاة، و"٢٩٨٦" في التفسير: باب ومن سورة البقرة، والطبري في "تفسيره" "٥٥٢٤"، والطبرني في "الكبير" "٥٠٦٣" و"٥٠٦٤"، والبيهقي ٢/ ٢٤٨، والخطابي في "غريب الحديث" ١/٦٩١، والبغوي "٧٢٢"، من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وصححه ابن خزيمة "٨٥٦"، وسيرد عند المصنف برقم "٢٢٤٦" و"٢٢٥٠".
وقوله: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} القنوت ها هنا قيل: معناه: الطاعة، وقيل: السكوت، وقيل: الركود والخشوع فيها، وقيل: الدعاء، ورجح الإمام الطبري قول من قال: إنه الطاعة، فقال: وأولى هذه الأقوال بالصواب في تأويل قوله: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} قول من قال: تأويله: "مطيعين". وذلك أن أصل "القنوت": الطاعة، وقد تكون الطاعة لله في الصلاة بالسكوت عما نهاه الله عنه من الكلام فيها، ولذلك وجه من وجه تأويل "القنوت" في هذا الموضع إلى السكوت في الصلاة -أحد المعاني التي فرضها الله على عباده فيها- إلا عن قراءة القرآن أو ذكر له بما هو أهله.
ثم قال: وقد تكون الطاعة لله فيها بالخشوع، وخفض الجناح، وإطالة القيام، وبالدعاء، لأن كل ذلك غير خارج من أحد معنيين: من أن يكون مما أمر به المصلي، أومما ندب إليه، والعبد بكل ذلك لله مطيع، وهو لربه فيه قانت، و "القنوت" أصله الطاعة لله، ثم يستعمل في كل ما أطاع الله به العبد.
فتأويل الآية إذاً: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى، وقوموا لله فيها مطيعين، بترك بعضكم فيها كلام بعض وغير ذلك من معاني الكلام، سوى قراءة القرآن فيها، أو ذكر الله بالذي هو أهله، أو دعائه فيها، غير عاصين لله فيها بتضييع حدودها، والتفريط في الواجب لله عليكم فيها وفي غيرها من فرائض الله.
انظر "جامع البيان" ٥/٢٣٦ طبعة دار المعارف.

<<  <  ج: ص:  >  >>