وذكره البخاري في " تاريخه " ٤/٧٧ عن حماد بن سلمة، به. ثم قال فيه أيضاً: حدثني خليفة، حدثنا عبد الأعلى، عن ابن إسحاق، عمن سمع أبا الطفيل عامر بن واثلة، عن بلال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن لك كنزاً في الجنة "، قال أبو عبد الله: ولا يصح. وفي الباب عن بريدة عند أحمد ٥/٣٥١ و٣٥٣ و٣٥٧، وأبي داود (٢١٤٩) ، والترمذي (٢٧٧٧) ، والطحاوي في " شرح المعاني " ٣/١٥، وفي " شرح المشكل " ٢/٣٥٢، والحاكم ٢/١٩٤، والبيهقي ٧/٩٠ ولفظة: " يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى، وليست لك الآخرة " وفي إسناده شريك بن عبد الله النخعي، وهو سيئ الحفظ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك قلت: وهو يتقوى بحديث الباب. وقد اختلف العلماء في المراد بقوله: " إنك ذو قرنيها "، فذهب بعضهم إلى أنه أراد: أنك ذو قرني الجنة، يريد طرفيها، إذ كان ذكره ذلك بعقب ذكره الجنة. وذهب أبو عبيد إلى أنه أراد أنك ذو قرني هذه الأمة، فأضمر الأمة، وإن كان لم يذكرها كمثل قوله عز وجل: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ} وفي موضع آخر: {مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ} يريد الأرض، ولم يذكرها قبل ذلك، وكمثل قوله عز وجل: {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} يريد الشمس، فأضمرها، ومثل قول القائل: ما بها أعلم من فلان يعني القرية والمدينة والبلدة ونحو ذلك. =